بعدما تجرأت وغيرت طرابلس متضررة والترميم لا يكون بالذوبان السياسي ولا بكثرة الأسطر في البيانات والخطابات والتغريدات

كتب محمد الحسن

تجرأت مدينة طرابلس على نفسها ، وبعض الجرأة ضرر او ربما هو كذلك، عندما دفعت نجيب ميقاتي مع حفظ الالقاب الى مغادرة اللعبة بشروطه ، وعندما اساء احمد الحريري استغلال غياب الرئيس سعد ، او المظلوم سعد الحريري، اقله هذا راينا .
تجرأت المدينة فصب مقترعوها أصواتهم ذات اليمين وذات الشمال ، فقدموا ايهاب مطر على الشيخ الامين العام للجماعة الإسلامية عزام الايوبي، وقدمت لائحة ما يفترض انها لائحة الثورة على لائحة فيصل أفندي اقله بالنسب المطعون فيها اصولا في المجلس الدستوري ، وانتقمت لاشرف ريفي فاعطته شرف التقدم على النواب الطرابلسيين ، وسايرت كريم كبارة في والده ، وأعطت بغطاء محلي وغير محلي وبتغاض طرابلسي سياسي مساحة للقوات اللبنانية لا تشبه المدينة وعبثا يحاول اللبق ايلي خوري دوزنة كلامه فهو لا يتحدث طرابلسي ولا يتصرف كذلك .
الغريب
ان الجدد جميعا يتصرفون كان الدنيا بالف خير ، استنسخوا تجربة نواب الالفين بدون مضمون، قلدوا هيئة التنسيق بدون فعالية ، وجالوا في المناسبات على غير هدى .
لا يمكن لذلك ان يطعم خبزا ولا ان يوفر حضورا سياسيا فأعلا ، ولا يمكن للمسايرة ونمط حبيبي عيوني ان يعطي المدينة ما اخذ منها .
واذا اخترنا الأهم اي اشرف والحاج طه وإيهاب مطر كامثلة امكننا القول ان تاريخ المدينة يقول انه لا يمكن لها ان تذوب في رأي الآخرين السياسي ، وربما يقع الادمي اشرف ريفي في ذلك فيذوب هو ويأخذ معه المدينة إلى ذوبان في أراء وتوجهات لا تخرج من رأي طرابلسي عميق ، فمن هذا الذي يرسم كل هذا الذوبان مع فريق لا يمشي على هدى لا في مجلس النواب ولا على المستوى اللبناني العام ؟
لعل مرشدي الاشرف بحاجة الى قراءة تاريخ المدينة جيدا منذ ما قبيل الاستقلال مرورا بحقبات عدة، طرابلس كانت تقول كلمتها في السياسة وكان الآخرون يمشون وراءها لعل الذكرى تنفع هنا .
ثم واذا اطلينا على أداء الحاج طه ناجي الذكي والمرن والمحبب لا تسقط منا قراءة تاريخ أداء المشاريع في طرابلس، هذا الاداء الذي فعلته النيابة وسلطت الاضواء على صالته وشيبه وشبابه ولكن هل يكفي ذلك ؟
أما ايهاب مطر، فيماشي في مسيرته احد سياسيي المدينة السابقين الحاليين الذي فوض حضوره لقريبه فعندما سقط قريبه سقط هو بالكامل، ولا تجدي تغطية الغياب بالممثل فهذا استهتار بالناس والاجتماعات التي يغيب فيها الأصيل فيحضر الوكيل ،، مع تقديرنا للممثل وحضوره ، ولا ينفع تفعيل المؤسسات على نمط مؤسسات لا تزال تعمل في المدينة سواء بالاستنساخ او بالتقليد او حتى بالتوازي، لا من باب صرف المال غير المجدي ولا من باب استقطاب شارع مثقل بالمتاعب .
ثم لعل
نواب مدينة طرابلس بحاجة وهم يجتمعون كل مرة للخروج من هذه الرتابة والصورية واللقاءات العادية بل الاكثر من عادية، خاصة أن المشكلة عندما تقع في طرابلس لا تحتاج إلى ابحاث فالحلول معروفة سلفا كما هي الحال مع مسببات المشاكل.
من هنا يمكن القول ان التجربة الى الان تحتاج إلى ما هو اكثر واكبر من الإنتاج الحالي فالمدينة متضررة والترميم لا يكون بكثرة الأسطر في البيانات ولا في اللقاءات ولا في الخطابات والتغريدات.
طرابلس تحتاج إلى الحياة التي انتزعت وتنتزع منها كل يوم .