عبد المسيح يسدد لبنانيا فهل يصوب كورانيا وما علاقة زياراته للولايات المتحدة بما اعلن من موقف مستجد?

عبد المسيح يسدد لبنانيا فهل يصوب كورانيا وما علاقة زياراته للولايات المتحدة بما اعلن من موقف مستجد

محمد الحسن

اذا اسقط المتابع لحركة النائب اديب عبد المسيح تجاوزه لما اطلقه من وعود في بيانه الانتخابي من مشاريع هامة لم ينفذ منها القدر الكبير ، او لعله لم ينفذ معظمها فعلا اذا فعل ذلك فعلا ،فانه يمكنه في الواقع ان يتابع خطواته المتتالية في السياسة والمواقف التي اطلقها والعلاقات التي بناها والاتصالات التي اجراها والتي دائما ما كانت الولايات المتحدة الأمريكية حضرة في سفراتي و وسلوكه .

وامس القريب اعلن خروجا على ائتلاف كان يضمه الى النواب ميشال معوض واشرف ريفي وفؤاد مخزومي ، علما انه اقام شراكة ميدانية مع مخزومي وادخل مساعدات الاخير الى السنة في الكوره تحمل اسم مؤسسة المخزومي، وهو بذلك سجل اختراقا لصالح الاخير في منطقه كان يتعذر عليه الدخول اليها .

الآن اي خطوات سيقوم بها عبد المسيح ترى الى اين المسير ؟

يعلم الجميع ان النائب النشيط والشاب والذي ينتمي الى عائلة معروفة بطيبة اهلها وبصيتهم الحسن، يعرف الجميع انه عدد علاقاته السياسية فبنى علاقة مميزة مع طوني سليمان فرنجيه كما بنى علاقات اخرى مع شخصيات سياسية متعددة منها ما اعلن ومنها ما لا يزال طي العلاقات الشخصية وهذا امر مباح وحق له وجيد.

الا ان المساله في الوقت الراهن تتعلق باستحقاقات مقبلة على لبنان وثمة أسئلة لابد ان يجيب عليها بالفعل النائب عبد المسيح، اولا ما هي هذه الخطوة التي تعتبر انقلابا مهما في مسار حياته السياسية التي يمكن القول انها مبتدئة نسبة الى عدد الايام والسنوات التي يخوض من خلالها العمل السياسي؟ هل هي حركه بهلوانيه لاستقطاب التيارات السياسيه المسيحية لخطبة وده في السياسة ام هي حركه أساسية في خدمة استحقاق كبير يبدو انه بات يميل بالفعل بعد تطورات في التيار الوطني الحر وفي تيارات اخرى لصالح مسار قد يصبح واضحا قريبا جدا ، ام انه يضع نفسه بتصرف التيارات التي تستمع الى السفارات كما يتهمها البعض ؟ ماذا سيفعل اديب عبد المسيح غدا هل سيعطي صوته المستقل لسليمان فرنجيه وهل سيتوجه بعد ذلك الى تحالف مع هذا الاخير ام انه سيكتفي بالسلوك السياسي المتعدد المواهب المتعدد المواقف المتعدد التوجهات؟

المساله اليوم ان اديب عبد المسيح يدرك تماما ان خطته السياسية التي بداها بما هو معلن لابد ان تستكمل بجملة من الامور اي ترجمة اللقاءات التي يجريها في الولايات المتحدة والكشف فعلا عن رغبات الولايات المتحدة في ومن لبنان ، فترى ماذا سمع بالفعل من المسؤولين الامريكيين وهل هناك تغير في التوجه الامريكي فيما يتعلق بالاستحقاقات الداهمة في لبنان وبخاصة الاستحقاق الرئاسي؟ هل نتوقع فعلا ان نسمع من السيد عبد المسيح كلاما يعبر بالفعل عن جديد التطلعات الامريكيه عشية الانتخابات الرئاسية الأمريكية خاصة ان هناك من يقول ان امريكا تريد للاستحقاق الرئاسي ان ينجز قبل الانتخابات الرئاسية الامريكيه لان اداره الرئيس الامريكي جو بايدن تتخوف من وصول الرئيس السابق دونالد ترامب الى الرئاسة ومن هنا تريد ان تنجز الاستحقاق الرئاسي اللبناني على البارد وفق معطياتها وهي الان تحاول ان توصل لبنان انتخاب رئاسي عاجل وقبل ذلك الى اتفاق بري بعد الاخير البحري وهل يعلم القبطان البحري اديب عبد المسيح الاخصائي بعلوم البحار هل بات يعلم بامور السياسة في البر وبتفاصيل الخرائط التي يريدها الموفد الامريكي ويمررها ويحاول ان ياخذ لبنان الى التوقيع عليها ؟ علما ان الولايات المتحده الامريكية تتطلع الى وجود رئيس للجمهورية يوقع على تلك الملفات .

ترى ما هي بقية الحكاية واين خطوات ستتم البازل الذي شبكه امام الرأي العام اللبناني؟

في الواقع، تاتي خطوة الاديب عبد المسيح في توقيت يحتاج فيه الى جملة امور اولا الى تثبيت وديمومة وجوده في الكرسي النيابي في الكوره ، ثانيا الإفادة من الاستحقاق الرئاسي وما بعد الاستحقاق الرئاسي وخاصة انه من الشخصيات التي تعكس في سلوكاه الرغبه في الانضمام الى اي حكومة مقبلة ولعله يحجز بخطوته مقعدا وزاريا او انه يسعى الى ذلك بالفعل . الامر الثالث على النائب عبد المسيح ان يخاطب المجتمع الارثوذكسي على انه بات الاقوى بعد التراجع الحاصل في الحضور الارثوذكسي في الكورة نتيجه غياب النائب فريد مكاري والفراغ الذي نتج عن رحيل لنائب فايز غصن.
وفي للكورة ايضا على نائب عبد المسيح ان يخرج من مسار الحركات الدعائية ومن مسار الاعمال البطولية الشكل ، فالكورة تحتاج الى ما هو اكثر من ذلك بالفعل والنشاطات التي ينفذها النائب عبد المسيح وفي مقابل محاولاته للتقدم في الاداء السياسي تحتاج الى تقدم منه على المستوى الداخلي في الكورة والى انجازات حقيقية حتى الان لم تنفذ فعلا على ارض الواقع ، وذلك لا يجعل من عمله عملا غير نافع و لا يجعل من الاعمال التي يقوم بها النائب عبد المسيح اعمالا غير مجديه في قضاء يحتاج بالفعل الى الاهتمام الانمائي والى ترجمة الخطط الانمائيه التي قد يحملها رجل مثله على ارض الواقع .

وعلى عبد المسيح ان يذهب الى توسيع اعماله وتوسيع علاقاته في الكوره نحو قواعد أساسية كان لها دورها في المنطقة فيما هو الان يعتمد على فريق به اذا صح التعبير.

ونريد مثل هذا القول لاننا على قناعة ان العمل السياسي مسار متكامل فلا يمكن للاعب في ملعب الكورة ان يرسب او ان يتعثر في تصويب الكرات في مرمى المصالح الكورانية وينجح في تصويب الكرات في المرمى السياسي اللبناني او حتى في المرمى السياسي الدولي المتعلق بالشان اللبناني.

من هنا لابد من تناغم من فاعل وناجح يعيد توجيه عقارب الاهتمام نائب الكوره فلا يسقط اهتماما داخليا كورانيا وينجح في اخر سياسيا لبنانيا ودوليا يتعلق بالمسار اللبناني.

و الاكيد ان النائب عبد المسيح نجح امس في استقطاب الاضواء وفي اتخاذ خطوة يتحدث عنها المجتمع السياسي، نجح بالفعل وهو الان يدفع الجميع الى ترقب الخطوة التاليه فهو تعمد ان يعلن موقفه من الكورة في رساله واضحة بانه يدرك فعلا ان ملعبه الكورني هو الاساس وربما يكون المسار الموازي للخطوة السياسية المقبلة ، كما تعمد ان يجتمع بعدد من الصحافيين الشماليين الذين باعدت بينه وبينهم الاعمال التي قام بها في خلال السنوات الماضية ، هو تعمد القيام بخطوه ذكيه في السياسة تحتاج الى ما يثبتها على ارض المعركة الكورانية وحيث عليه ان يكون حذرا من ان ينجح في تسديد الكرات لبنانيا ويتعثر كورانيا هنا تكمن القضيه هل يدرك عبد المسيح ذلك؟