كتب محمد الحسن
لا يحمل عصاه ويتجول في الشارع ، وليس مفتول العضلات ، ولا كثيف الشوارب ، ولا هو من هواة العراضات السياسية ولا الإعلامية، وتراه اذا استقبلته وسيلة اعلامية لبى عند الحاجة ، “مش غب الطلب”، واجاب بدون تحضير مسبق وبدون كلام يدبجه مستشارون من بيض الوجوه او من غيرهم .
ليس تقليديا ولم يتلقف الكثيرون اسمه لدى تسميته وزيرا للداخلية بدون ملاحظات يرسلها ضمنا من تحت وفوق الطاولة الى رئيس الحكومة المكلف وقتها نجيب ميقاتي ، طبعا رحب من يعرفه به ، وتحرى مؤيدو البحث عن الأسماء نتاجه ففي طرابلس البحث عن جواهر المدينة المخبأة بشريا جار حتى إشعار آخر.
ومنذ ذلك الحين لم يدافع الرئيس نجيب ميقاتي عن وزيره القاضي بسام مولوي ، ولا حتى فريقه السياسي بخر للقادم من طرابلس قاضيا ، وهو ايضا ربما يطمح للعودة متواضعا كفاية وقانعا كفاية . ولعله اي الرئيس ميقاتي تابع ويتابع عن كثب او عن بعد كما يفعل دائما أداء الرجل في الموقع البالغ الحساسية والدقة .
فهل ننتظر في لبنان رأي رئيس الحكومة او رأي سواه فيه ؟
المسألة ليست تقييما شخصيا ، بل هي مسألة حضور في موقع يتنافس عليه الساسة ويسمونه سياديا وتندلع لأجله المباحثات والحروب السياسية الصغيرة والكبيرة ومن هنا يبدو السؤال عن مصير التقييم أمر فيه نظر .
الآن
الرجل عايش أزمة مع العالم العربي فلم يلتزم الحياد وخاض بإصرار على حلحلة الأمور فحاصر الكابتاغون قدر استطاعة البلد المرهق المفتوح الحدود . ونسق مع الخليج العربي حتى حصد منهم الثناء حرصا وثقة وودا.
واكب الجيش ونسق وتعاون وصولا الى رتبة التواصل سعيا للتكامل فيما الجيش يحظى بثقة الجميع دون استثناء .
عايش أزمات البلديات استحضر الموضوعية في توقيت الشدة وتعاطف بما يقدر ويسر بما تيسر .
تواصل مع العمال فقاد رحلة مطالبهم حتى الحصول على معظمها ويستمر بجهد .
راقب وزارته بصمت حتى تمكن من مساويء معينة فسعى الى إصلاحها.
نازلته قضية نزول المثليين الى الشارع والعلنية فأحسن واجاد وهو هنا لم يرفض حرية بقدر ما وفر مواجهة محتملة بين متحررين ورافضين لمثل هذا التحرر الغريب النافر المناقض لقيم مختلف الطوائف حتى من يدعي اللادينية.
وبعد
هو يلوذ بهدوء العفيف وكأنه يأتي من زمان آخر اقدم بقليل من زمن الفضائح والغرائب الحالي .
أما ما عليه
فانصاف رجال يحملون اجسادهم والبندقية ليقفوا في مواجهة الخارجين على قانون، هو قاض في جسمه ، ويلبسون عافيتهم ايام الحر والشتاء ويغرقون على طرقات تحولها الأمطار الى بحيرات، فهل تمكنه ثقته من استجلاب الخير لهم من غرب او عرب بعملة صعبة اجنبية، ولربما الأمر ليس سهلا ولكن السر قد يعطى لمن يسعى ويطلب .
هو
المولوي في الداخلية رجل يخرج عن التاريخ او يتحرى الموضوعية وكفى؟!