انتخابات المفتين في ظل انكفاء المستقبل معترك بمؤثرين متعددين
أداء الدريان يقدم تأثيره وسؤال عن موقف السعودية والقاهرة

كتب محمد الحسن

قرار جريء دقيق اتخذه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، هو ذلك القرار القاضي بإجراء انتخابات المفتين في المناطق ، ولعله بذلك يتابع سيرته الأولى التي عمد منذ توليه مهمته الى انتهاجها وهي تتمثل بملء الشغور في الملاك العائد لدار الفتوى ، كل الشغور ، وهو قال عبارته الشهيرة لن اترك وظيفة شاغرة لا صغيرة ولا كبيرة .
بالطبع الانتخاب قرار هام واستحقاق اهم ، وملء الشغور حاجة ، أما المفارقة فادارة المعارك سياسيا في ظل الفراغ الذي شكله أحجام الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل وكانت له الكلمة الوازنة في مختلف المناطق.
الان تتعدد الأحاديث حول فعالية القوى المؤثرة، فمثلا يسري حديث مؤثر عن حاجة الساحة السنية الى راع عربي وهنا تتعدد الأسئلة عن توجه المملكة العربية السعودية ومدى استعدادها للخوض في هذا الاستحقاق، او حتى مدى رغبة مصر في لعب دور في هذا المجال .
حتى الساعة لم تقل لا السعودية ولا مصر اي كلام في هذا الخصوص ولو عبرت قواعد ناخبة عن رغبتها في الوقوف على رأي هاتين الدولتين في الانتخابات المنتظرة للمفتين.
ثم داخلياً تتجه الأنظار الى فريقين اثنين مؤثرين الأول رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لا بحكم مهمته الحالية فقط بل بحكم ما سبق ان زرعه في المناطق كافة وايضا في العاصمة ولعله ناقش الرئيسين تمام سلام وفؤاد السنيورة في شيء من هذا الملف، وخاصة ان السنيورة كان لاعبا مهما في هذا المجال ودائما ما كان يكلف من قبل الرئيس سعد الحريري في إنجاز تفاهمات تخص اي عملية انتخاب في دار الفتوى او دورها في المناطق وحتى في اي انتخابات تخص مجالس المناطق الشرعية .
ميقاتي له كلمة وازتة حكما ولو لم يقلها وربما ترك الأمور على طبيعتها وهذا الأمر يعود له حكما .
يبقى ان لصاحب الدار سماحة المفتي عبد اللطيف دريان تأثير هام جدا ، فهو على مسافة جد مؤثرة من مختلف القوى الناخبة ويحظى باحترام الناخبين جميعا ، ومن هنا قال ناشطون فاعلون ان اي تلميح منه سيصبح حكما لصالح الملمح اليه ولربما اجتنب ذلك فعلا علما منه بمدى تأثير اي إشارة منه فامتنع مقدما لهجة الحياد الايجابي .
المفتي دريان يقود مهمته بابوية صادقة وقد غابت طيلة فترة ولايته الانتقادات او حتى المعلومات التي يمكن لها ان تنغص عليه دوره الهام وبذلك يكون حكما وحاكما وطيعا ومطاعا.
وبعد
الاستحقاق الانتخابي للمفتين مهم وهو يأتي في توقيت بالغ الحساسية مع شعور طائفة كبيرة من اهل السنة بالفراغ وانحسار الدور ويطالب الجميع المفتين بالفعالية والدور المتقدم ومن هنا تبدو الخلافات الشديدة اللهجة التي تعلنها أصوات المرشحين في مواجهة بعضهم البعض أمرا في غير محله بل أمرا مرفوضا بالمطلق وعلى الجميع أن يجتنب ذلك وعلى المفتي دريان ان يجفف هذه العداوات بين المشايخ على قاعدة ما حدا احسن من حدا .
والا فكل مرشح له ما يمكن الحديث به وعنه وهنا تكمن المسألة، فلتعد الانتخابات الى شعارات الدين والصلاح والإصلاح وحاضرنا ومستقبلنا قبل أن نخسر ثقتنا بمن يتحدث ومن يجري الحديث عنه .
انتخابات المفتين استحقاق للدين وللمقامات في كل منطقة لا للمرشحين .