درويش لـ “مانشيت المساء”: أي مبادرة خارجية لانتخاب الرئيس لا يمكن أن تنجح ما لم تستند الى مبادرة داخلية تستدرج الدعم
وصف النائب السابق من كتلة الوسط النيابية علي درويش الأجواء التي سادت طرابلس في أعقاب صدور قرارات المجلس الدستوري التي ابطلت نيابة رامي فنج وفراس السلوم، لصالح كل من فيصل كرامي عن المقعد السني وحيدر ناصر عن المقعد العلوي بأنها جاءت متناقضة قياسا على مضمون القرار ونتائجه. ففي الوقت الذي رحبت به الفئة المستفيدة منه عبر الآخرون عن غضبهم. ولكن الاهم ان المعنيين بالربح والخسارة عبروا بشكل راق ولائق واحترام متبادل عند التزامهم بالقرار الذي لا يقبل اي شكل من أشكال المراجعة.
وقال درويش اثناء مشاركته في حلقة “مانشيت المساء” من “صوت لبنان” ان الاهم في ما جرى، ان ما انتهت اليه قرارات المجلس الدستوري لن يقدم ولن يؤخر في الميزان النيابي بين الاكثرية والاقلية. إلا ان الأمر قد يتغير بانتظار القرارات المنتظرة من المجلس في الطعون التي تستهدف انتخابات المتن الشمالي وعكار، فإن ابطلت نيابة البعض عندها قد يختل التوازن الدقيق في المجلس النيابي.
واشاد درويش بقانون الانتخاب الجديد الذي سمح بتعددية التمثيل النيابي وخصوصا على مستوى التمثيل العلوي في طرابلس، فبعد ان كان ملحقا بالاكثرية بات التمثيل اكثر صحة. ونوه في الوقت عينه بما سمح به هذا القانون من تقارب سني – علوي في المدينة فعادت اللحمة بين ابنائها. وجعلت رهاننا الوحيد في المدينة على الدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية والقضائية فهي ضمانة الجميع. وانتهى الى التنويه بصدور مرسوم تشكيل دار الإفتاء العلوية التي كرست حضورنا في كل لبنان.
وعن ما شهدته الجلسة السابعة لانتخاب رئيس الجمهورية التي عقدت الخميس لفت درويش الى أنها كانت وستبقى ترجمة للانقسام الحاد بين اللبنانيين على كل العناوين وهو ما كرسته وقائع الجلسات النيابية السبعة التي عقدت حتى اليوم ولذلك فلم تنتج رئيسا للجمهورية بعد. ولفت الى ان رئيس مجلس النواب قام بكل المبادرات الممكنة وحاول اكثر من مرة بحثا عن فرصة للتوافق بين الكتل النيابية وان لم تتحقق بعد فإنه سيواصلها باشكال مختلفة.
وانتقد درويش السقوف العالية التي يصر على اعتمادها البعض وحمل اصحابها المسؤولية عما حصل حتى اليوم، وقال ان اجواء الحرب التي نعيشها، وان لم تستخدم فيها الاسلحة التقليدية فان نتائجها اخطر من تلك التي شهدناها. فهي اقتحمت بيوت اللبنانيين وعائلاتهم ولذلك بات رهاننا كبيرا على كيفية استثمار وحماية الثروة النفطية وما يمكن ان يؤدي اليه الاتفاق مع صندوق النقد الدولي والتوصل الى البت بخطة النهوض المالي والاقتصادي لنسلك الطريق المؤدي الى التعافي والإنقاذ.
وعن حجم استنفاد اللعبة الداخلية دون القدرة على انتخاب رئيس الجمهورية والحاجة الماسة الى تدخل اجنبي قال درويش لا يمكن القول اننا نعيش في جزيرة منعزلة، ولا يمكننا عزل الداخل عن الخارج نهائيا. ولفت الى ان اي مبادرة خارجية لا يمكن ان تنجح ما لم تستند الى قاعدة داخلية تستدرجه الى دعمها في طريق السعي الى التوافق المطلوب.
ووصف درويش تأييد الرئيس نجيب ميقاتي – الذي لا يملك اي كتلة نيابية – للمرشح سليمان فرنجية بأنه يعود الى العلاقات المميزة بينهما والصداقة الممتدة بين العائلتين على مدى عشرات السنوات. ونفى أن يكون ميقاتي قد استفاد من مشاركته في عدد من المؤتمرات الدولية والاممية والعربية للسعي لصالح فرنجية مؤكدا ان عناوين حراكه الدولي والإقليمي كانت اجتماعية ومالية وسياسية وليس لديه ما يؤكد انها استغلت انتخابيا لصالح فرنجية او غيره.
وعن الاتهامات الموجهة الى الرئيس ميقاتي بقبوله تعطيل صلاحيات الحكومة التي آلت إليها مجتمعة صلاحيات رئيس الجمهورية قال ان ميقاتي لم يستسلم ولكنه تعهد منذ البداية وقبل نهاية العهد بأنه لن يلجأ الى ما يستفز أحدا ويتجنب ما يمكن ان يثير اي خلافات مذهبية وليس في موقفه ما يعبر عن خوف او ضعف وانه مقتنع بما يقوم به لتجاوز هذه المرحلة الصعبة.
عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي في طرابلس قال إن المدينة تعيش اوضاعا ماساوية وفقدان لفرص العمل وخصوصا على مستوى نسبة البطالة بين الشباب اللبناني، وبات اكثرية سكان طرابلس يعيشون في اصعب الظروف. فطرابلس تمتلك القدرات الكافية ان استثمرت بطريقة صحيحة، وهي قادرة على إنعاش الشمال بأكمله. فمن يمتلك مرفأ بحجم مرفئها، ومعرضها الدولي ومصفاتها ومطار رينه معوض والمنطقة الاقتصادية والمدينة التكنولوجيا المجمدة منذ 8 سنوات لا تفوته القدرة على الإنتعاش الاقتصادي والمالي والاجتماعي. ولو استثمرت كل هذه المرافق بطريقة صحيحة لكانت طرابلس ومحيطها في أفضل حالاتها.
وعن مصير التحقيقات في قوارب الموت، قال درويش إن الموقوفين الذين تسببوا بالكارثة التي حلت باهلنا، ما زالوا قيد التوقيف والمحاكمة، وكشف بان المناسبة تسمح لي بالإعلان عما انتهت اليه القوى الامنية والعسكرية التي عطلت عشرات القوافل التي كان يمكن ان تؤدي الى فقدان مئات الشباب الطرابلسيين والشماليين على غرار زورق طرطوس. محملا المسؤولية الى مجموعة العصابات المنظمة التي تستفيد من رداءة الوضع الإقتصادي والاجتماعي وتستغل سعي الفقراء الى لقمة عيش كريمة في اي مكان في العالم.
وعن اوضاع السجون وما تعانيه من اكتظاظ لفت درويش الى استحالة ترتيب اوضاعها قبل ان يقوم القضاء بواجبه بعد فك الاضراب تمهيدا للبت باوضاعهم وخاصة الذين امضى الكثير منهم مدة قد تتجاوز اي احكام يمكن ان تصدر بحقهم لو تمت محاكمتهم.