في طرابلس الأزمات لا تكفيها الخطابات ولا الاجتماعات اذا غابت المبادرات

الإنماء في طرابلس مرتبط بالنمو والحركة والمبادرات المحلية والا فالخمول باق و اتساع رقعة التوترات يبقى واردا

كتب محمد الحسن

لا شيء يمكنه ان يعيد لطرابلس دورها السابق اقله على المستوى الاقتصادي والانمائي والتجاري، طبعا اذا سلمنا جدلا ان مصير الزراعات المحلية شبه محسوم وانه انتهى فعلا زمن الزراعات كلها في المدينة ، ومن هنا يبدو الحديث عن التنمية والهوية الجديدة اقتصاديا لطرابلس هو الأجدر ، نعم فطرابلس تحتاج لما يخرجها من دائرة الواقع الحالي السي والذي يعتبر نتيجة حتمية واقعية للحروب ثم السلم السيء التاثير ، ثم للحروب الصغيرة واعتماد طرابلس صندوق بريد اوقعها في خسائر فادحة واغرقها في بؤس لا يمكن لها ان تخرج منه اقله مع موجة النعي وكثر التثاؤب السياسي وتكرار واجترار المواقف التي لا تقدم ولا تؤخر حكما في مصير ومستقبل المدينة .
واذا وضعنا مقترحات طرابلس غرفة طرابلس جانبا على اعتبار انها تحظى بالكثير من الدعم الشفهي ومن الثناء العاطفي، يبدو الاستمرار في ظل الواقع الراهن شيئا من القبول بالواقع الخالي المضمون وعبثا تتكاثر البيانات والخطابات التي تعتبر بمثابة خطايا سياسية اكثر منها مواقف معبرة .
الان
تحتاج طرابلس مع تعذر النهوض الكبير الى خطة مرحلية ، تنمي الموجود وتستثمر المتوفر .
كيف ذلك ؟!
عمليا مع تباهي كل فريق في لبنان ، ومعظم القوى السياسية في لبنان صارت تسرح وتمرح في طرابلس بلا حسيب ولا رادع ، مع تباهي كل فريق بقوى دولية صديقة او حليفة، يبدو ملحا امر الحاجة إلى استخدام نفوذ هؤلاءالقوى السياسية الحديثة النفوذ في طرابلس ثم من قبلهم السادة الدول الكبيرة، لتنمية طرابلس، تنمية الموجود.
يعني
اولا : الاستعانة بدول الخليج العربي ومعها ما تبقى من دول إسلامية ومن دول أوروبية للرقي بالسياحة الدينية في اتجاهين الأول محلي والثاني شمالي بمعنى أن تكون طرابلس محورا له ومنطلقا، ففي طرابلس والمنية وبحنين وعكار ما يمكن البناء عليه للسياحة الدينية الإسلامية وفي طرابلس والكورة وزغرتا ووادي قاديشا الكثير من عبق التراث الديني المسيحي .
ثانيا : السياحة الثقافية وهذه تبنى على معالم المدينة الحالية معرض وقصر نوفل وحتى القصر البلدي الحالي وكل الأسواق يضاف إليها ما يستقطب الاوروبيين من مبان في شارع الثقافة وعزمي وهي مبنية على طراز اوروبي قبيل الحرب العالمية الثانية ويرى فيها الاوروبيون كنزا عمرانيا مهما ويحثون على الحفاظ عليها ولا بأس بتحويلها الى مطاعم في حال نفذت خطة تخصها .
ثالثا : تفعيل المرفا سياحيا، فمرفا طرابلس لا يستقبل السفن السياحية على الرغم من قدرته على ذلك وتوفر صالة الوصول والاياب، ومع مثل هذه الخطوة يمكن إطلاق رحلات سياحية بكلفة قليلة وفق برامج مدروسة بالتعاون مع الدول المعنية في السعودية وتركيا ومصر ودول أوروبية عدة وقبرص واليونان.
في الواقع
هذا جزء من قدر كبير من عمل يمكن القيام به بما هو متوفر شرط الخروج من باب الحكي والتنظير ، فكثرة الخطابات واستقطاب الحلفاء الى طرابلس لا يفيدها بشيء الا اذا تغيرت عقلية التعاطي.
وامس مثلا و مع تنامي مشاكل الطحين والمياه ، عقدت الاجتماعات النيابية بقوة إرادة صلبة ولكن فقدت العملية والآلية، فمثلا عجز النواب عن شراء الطحين مع تمادي ازمته سواء بهدف بيعه او بهدف توزيعه على الافران الصغرى ، وما كانت تقوم به هيئة التنسيق الشمالية إبان الحرب عجز عنه نواب الأزمة المالية والإقتصادية، وعندما جفت مياه الشفة لم تتوفر القدرة لاستجلاب ولا ليتر مازوت لصالح مؤسسة مياه لبنان الشمالي فكبرت الأزمة وولدت مرضا وربما لا تزال الأزمة قائمة في جانب منها.
ثم اخيرا مع تعذر نقل كأس العالم تعذر توفير صالة او ساحة او قاعة او قاعات تمول محليا وجماعيا لا على حساب شخص بعينه ، طبعا كل ذلك بدل الشكوى وعوضا على الحزن والبكاء والتباكي .
هنا تثبت الوقائع ان الأزمات لا تكفيها الخطابات، ولا الاجتماعات اذا غابت المبادرات.
ترى هل من يسمع ؟
ان الإنماء المرتبط بالنمو والحركة البركة والمبادرات هو الأساس والا فان الخمول باق واتساع رقعة التوتر الامني والمجتمعي امر وارد ، فمع الموت الاقتصادي يعيش نمط معين من السلوك المجتمعي ليس أكبر ما فيه سرقات تتكرر في ساعات وفيرة وساحات شهيرة.
وللحديث تتمة .