المواجهة مع التيار الوطني الحر وعهد الرئيس عون من الماضي .. ميقاتي في اطلالته المتلفزة يحذر بذكاء من التباينات الحادة بين الرئاسات وينادي بثنائية مستقبلية منتجة وفاعلة ضمنا

كتب محمد الحسن

كثيرة هي الأسباب التي تعطي لاطلالة الرئيس نجيب ميقاتي عبر الاعلام سببا وجيها لحصولها ، وبغض النظر عما سؤل وعما أجاب كانت ولا تزال الأنظار متجهة الى عمل رئيس الدولة اي الرئيس ميقاتي ، إذ انه هو من يسير هذه الدولة ويعمل على ترقيع ارضيتها فيما الهيكل يحتاج الى الترميم الكامل. فأمس حاول الرئيس ميقاتي أن يحدد في ختام اللقاء المحاذير ولو أعطى نفحة من أمل بأن الأمور يمكن ان تعود عال العال ولو حدد الشروط.
وقد حاول نجيب ميقاتي جاهدا أن يضع الكثير من الفرقاء أمام مسؤولياتهم لجهة حسم الكثير من القضايا ولو تستر فريق من هنا وتبرأ آخر هناك او حاولوا ذلك فعلا .
وكم كانت اشارته بالغة الذكاء والتورية وهو يجزم باحتمال نجاح ثنائية نبيه بري سليمان فرنجية ، فهل مثلا كان ثمة حاجة لأي كان للبحث في نتائج التباين بين بعبدا وعين التينة وما انتجه ذلك جراء لعنة العناد والتذاكي السياسي الممهور بتوقيع جوقة المستشارين.
لعله وجه اي ميقاتي الجميع الى أهمية أما انتخاب سليمان فرنحية رئيسا او تحري من يشكل ثنائية ناجحة مع نبيه بري فلا يقع فريسة التباين ويوقع البلد معه ، ولا يحتاج نبيه الى ادراك ان لعبة شد الحبال ستؤدي إلى وقوع احد الفريقين ارضا، أليس هذا ما يحصل فعلا على أرض الواقع جراء لعبة شد الحبال فإذا كانت الأرض جافة اوجعت الفريق الذي يسقط ارضا واذا كانت موحلة اغرقت من يقع في الوحل.
ترى لمن وجه ميقاتي هذه الرسالة الى التيار الوطني الحر او الى وليد جنبلاط مع حفظ الالقاب او الى القوات اللبنانية ام الى جنبلاط والقوات معا ؟!
نعم ربما حصر رسالته المبطنة في هذا الفريق دون الفريق البرتقالي الذي صارت المواجهات معه من الماضي.
ثم في مجال آخر وفيما كان يعلن عن جملة أمور من التنصت على مداولات الرؤساء الى خروج مسألة التأليف من يد المؤتمن دستوريا الى مسألة التجنيس، حبس أنفاس اللبنانيين، ولكن ذلك لم يدم طويلا اذ ان توضيح الرئاسة المتقاعدة حسم الجولة لصالح ميقاتي فما ورد في التوضيح المحصور بالتجنيس صادق على محضر الحلقة كاملة وأخرج المواجهة مع العهد السابق من التجاذب على الرئاسة وربما يحصل ذلك فعلا .
الآن
ماذا يريد الناس من رئيس الدولة ، المؤتمن والوزراء على صلاحيات الرئاسة الأولى؟
الكهرباء ولكن بما يكفي للاستغناء عن المولدات ، ثم القدرة على أحداث التوازن المالي بين التضخم والتطورات المتسارعة ماليا وقدرة المجتمع على البقاء صامدا اذا لا مربح في موت الغنم اذا بقي الديب ، ولعل الرئيس ميقاتي المح الى ذلك في معرض حديثه عن ملف الكهرباء وضرورة التخفيف عن الطبقة التي تكاد تنطفيء ، ثم وقف التازم ، فلا بد من نجاح رغبة ابي ماهر بكبح جماح التدهور فالتاريخ يسجل ويدون وما سيقال غدا لا يمكن لأحد أن يغير في رواياته خاصة في زمن كثرة المدونين الى حد التخمة واكثر لذاك يحب ان ينجح في كبح جماح التدهور ويعلن الجميع عن ذلك صراحة ولا نقول ان ينجح بسحر ساحر في اعادة الأمور الى الانسيابية التي كانت تطبع البلد حتى العام ٢٠١٩ .

وماذا أيضا، وجب على الرئيس ميقاتي أن يرد بوضوح على القوى التي تمول انتخاباتها بملايين و تشحذ همة الناس في كل مناسبة لدعوته لتسديد بدل إما نقل كأس العالم او نفقات ما هنا أو هناك ، اصحاب الملايين معروفون ومعلوم دورهم في تمويل منشطي بعض التواصل الاجتماعي ، لماذا ترى تجنب الرئيس ميقاتي تسمية مثل هذه الأمور بأسمائها فلم يرد الكرة الى اصحابها ؟!

اخيرا

كم بدا ماريو عبود ملتزما ومنسجما مع مسار الحلقة فالتزم المحاور وسمع الاجابات فلم يقاطع كما يفعل عادة ، وتنقل بتأن بين المداخلات الاعتراضية دونما شغب مصطنع، وبدأ هادئا غير متوتر وقد أعطى لمقام السراي الحكومي حقه ، وكشف على دوام التواصل مع الرئيس ميقاتي دون غرور او شوفنة، ولم يحاول فرض هيمنة الإعلامي كما يفعل البعض فاجتنب العراضات واستحضار المعلومات المشكوك فيها .
وخرج الى الختام بحسن التنظيم متاثرا بشيء من سلوك ضيفه .
و
يبقى ان الرئيس ميقاتي معني بتكرار الاعلان عن بنود الخروج من الأزمة المفترضة والملزمة للجميع والا ظن العامة والخاصة انه مسؤول دون سواه فيحمل ما لا يحتمل.
وللحديث ربما بقية