الاميركييون في غرفة طرابلس قليل من الاهتمام قد ينعش الفيحاء والشمال

الاميركييون في غرفة طرابلس قليل من الاهتمام قد ينعش الفيحاء والشمال

كتب محمد الحسن

نشرت السفارة الأميركية في بيروت صباحا وباهتمام خبر زيارة القائم بالاعمال الى مدينة طرابلس وانتقاله الى غرفة طرابلس ، واستخدم الجانب الاميركي عبارات مقتضبة في الحديث عن الزيارة ولكن من دون اغفال الاهمية ومن دون تجاهل اعطاء صفة الكفاءة لزيارة هذا المرفق الطرابلسي الهام . وقد اورد الخبر ان القائم بالأعمال مايكلز ناقش في غرفة التجارة في طرابلس جهود الولايات المتحدة لدعم النمو الاقتصادي الشامل في لبنان، مسلطًا الضوء على الدور الإيجابي للشركات الأميركية العاملة في البلاد
كما استعرض محطات مهمة، مثل اتفاقية الحدود البحرية، وشدد على الدور المهم لمجتمع الأعمال اللبناني في الدفع باتجاه إصلاحات اقتصادية عاجلة، بما في ذلك برنامج صندوق النقد الدولي، لتعزيز ثقة المستثمرين في لبنان .
انتهى خبر السفارة الأميركية عبر تويتر .
الحقيقة ان الاميركيين يبدون بشكل متكرر الاهتمام بطرابلس وسبق ان زارت وفود عدة من السفارة الغرفة والمنطقة الإقتصادية ومرفا المدينة . واوحت الوفود دائما لا سيما السيدة دوروثي شيا اهتماما كبيرا بطرابلس ومرافقها ، وتحدثت مع مدير المرفا والقائم بأعمال المنطقة الاقتصادية بشكل مفصل عن تطلعات على قدر كبير من الأهمية وناقشت رؤية مستقبلية واعدة ، وقد خرج وقتها كل من المدير احمد تامر والمهندس حسان ضناوي بانطباعات إيجابية وواعدة ونظرة مستقبلية معقولة نسبة الى الظروف في البلد وما يمكن ان يكون .
امس جاء الوفد الأميركي برئاسة القائم بالاعمال فيما كانت قد اندفعت إدارة الغرفة اكثر في مشروع التصدي لفكرة فقر طرابلس وقلة الامكانيات والمضي دائما بمبادرة طرابلس عاصمة إقتصادية كبرى للبنان تبدأ في البترون وتنتهي عند النهر الكبير .
وهل أتى الوفد متحمسا ؟
بلغة رجال الأعمال حصل ذلك فعلا ، الاميركييون يعرفون بحسب المثل “الام وبنتها في لبنان ” هم لا يحتاجون الى كثير معلومات بقدر ما يحتاج المجتمع المتفاعل الى دفع اضافي ولو انحصر مثلا في مجال معين سواء رجال أعمال او فعاليات إقتصادية فالكل في لبنان يحتاج الى الحركة التي يمكن للاميركيين ان يوفروها كما يستطيع غيرهم ان يفعل ، ولكن القطب العالمي العملاق يمكنه ان يكون فاعلا في استجرار خير الحلفاء العرب وغير العرب .
امس بدأ الوفد متحمسا او لنقل انه لم يكن مترددا في هدف ما يرمي للوصول اليه ، استمع الموجودون في طرابلس الى كلام مهم كالعادة من الرئيس توفيق دبوسي ، وقالوا كلاما مهما أيضا فلا شيء يقوله الاميركييون قليل الأهمية.
ولم يسقط السيد ريتشارد مايكلز الأهمية التي يمكن للترسيم الحدودي البحري ان يحدثها مستقبلا شارحا أهمية التعاون مع اقطاب المجتمع الاقتصادي في الشمال وكل لبنان .
ولكن !
المسألة لم تنتهي هنا ، فثمة ما يتطلع اليه أركان الغرفة من مشاريع ، هنا لم يتجاهل الضيف وصحبه المسائل التي اثيرت وعبروا بثقة عن رغبتهم في تحقيق انتقال الى ضفة أخرى من التعاون ، وحيث تحتاج المسألة الى قرار سياسي أميركي مركزي، من هنا أعلن الجانب الأميركي عن نيته إعداد تقرير بورقة واضحة يرفع الى الادارة الأميركية تحديدا الى الخارجية ليبنى على الشيء مقتضاه .
وبالانتظار يعرف الاميركييون أهمية طرابلس المتاخمة لسوريا والمتصلة بالعراق والخليج وايضا تركيا ، وهناك في كل هذه الدول حضور منه القديم العهد ومنه الحديث العهد للولايات للمتحدة ، وطرابلس هي ممر وصلة وصل وعلاقات بناها الشمالييون منذ حتى ما قبل الاستقلال وبعده وفي كل المراحل ومن هنا لا بد انهم يدركون أهمية الشمال وأهمية طرابلس.
اللقاء امس مهم فمن الجيد جدا أن لا ينقطع الدبلوماسييون الاميركييون عن زيارة الشمال فتكفي التقارير التي ترفع مداورة لتبقي طرابلس والشمال في اذهان كبار المسؤولين الاميركيين ثم لا بد أن يترجم ذلك الى شيء ما . هنا تكمن المسألة .