نواب طرابلس مجددا في دائرة العجز والقصور ومنه ما هو قسري

نواب طرابلس مجددا في دائرة العجز والقصور

كتب محمد الحسن

عقد نواب مدينة طرابلس جولة جديدة من المباحثات الهامة حول واقع البلد وما آلت اليه الأمور، وحضر في صدر الصورة المهندس أحمد قمر الدين رئيس البلدية وانضم في ظاهرة تستدعي الترحيب نائب نقيب المحررين الزميل غسان ريفي كما حضر النقيب شادي السيد ونقيب الأطباء محمد صافي.

ولعله من حسن المسالك ان يعطى النواب ونحترمهم جميعا فرصة ليعبروا عن تطلعاتهم وخدمة المدينة بما يؤدي إلى مداواة بعض من جروحها على كثرتها وبعض النقد للمشاركة في بناء تفكير ثابت نحو تطوير ولو محدود.

وامس دخل البيان الصادر عن المجتمعين في مسار الانشاء المنفصل عن الواقع ، إذ انه لا يمكن للتمنيات ان تحدث فارقا في مدينة غارقة في ماساة قاسية، ولا يمكن الانتظار فيما الإشكاليات تتكرر وتتعقد اكثر .

وفيما يبدو أن حضور رئيس البلدية صار شبيها بمشاركته صباح العيد بمراسم مرافقة مفتي المدينة من البيت الى المسجد يحضر المهندس قمر الدين ليرافق النواب الأحبة في جلسات استعادة ما يعرفه الرجل عن جدارة. وما يعجزه أيضا.

ويكون السؤال هنا ماذا قدم النواب للبلدية اي عون ظرفي قدم راهنا خارج النمط المتعارف عليه في الاتكاء على البلدية ومحاولة عصرها وقد جفت وشاخت ويحول بدل الخدمات المطلوبة منها وقيمته الكبيرة مقارنة بكل ما لديها يحول ذلك دون استطاعتها القيام باي شيء ؟ ماذا سيقدم النواب للبلدية اي جديد يخرج عن نمط النصوص التي لا تؤدي الى مكان ؟

في الواقع ..

لا يمكن لرئيس البلدية ان يستمر طويلا في تحمل هذا الترهل وهذا الضعف ، فهل تراه فاتح النواب بذلك ؟ وهل شرعوا في وضع دراسة قابلة للتنفيذ تسند خابية البلدية؟ .

ثم ..

استدعي الاعلاميون،في خطوة إيجابية جميلة ، فهل ان ما قالوه محل اهتمام ام ان المسألة استعراض اعلامي لا يخرج عن إطار الصورة ؟

ولا يمكن في المقابل ان تتكرر ظاهرة الإشارة الى ملفات كالصحة دون الغوص بدقة متتالية في قدرات المدينة وهجرة الأطباء وحجم الامتناع عن الاستشفاء بسبب ارتفاع التكلفة ، وليس جديدا مخاطبة الوزارة المعنية وتحميلها المسؤولية ، فاي مصير لطرابلس صحيا اي جديد طرحه السادة النواب مع نقيب الأطباء، وما الذي يمكن ان يحضر لسد العجز الصحي والاستشفائي خاصة أن طرابلس على مشارف كارثة صحية مع تزايد ظاهرة انعدام القدرة على الطبابة والاستشفاء.

ومع ذلك ..

لا يسقط من بال النواب الكرام ، وهم اهل ود وخير ، ان الكثير من الكلام والبيانات تقلل الثقة فما يصاغ اليوم في عز الأزمة ويعرض للناس سبق ان صاغته بيانات في وقت مضى وكانت الاحوال افضل بكير مما هي عليه اليوم ، لكنه لم يأت بجديد .
لذا فان المطلوب مجددا لا تلامسه البيانات ولا عباراتها الضعيفة مقارنة مع واقع الحال، وعساهم النواب يعمدون الى قاعدة المجلس الأعلى للدفاع ، فيكتفون بالإعلان عن الاجتماع الهام دون التبشير ضمنا بالعجز عن تقديم اي شيء يذكر.

ثم في معرض الحديث عن منشآت نفط طرابلس يعجز النواب عن الاتيان باي حركة الا التمني ، ولعل ذلك ما أعجز المدينة التي تحتاج إلى قرار يلزم المنشآت سواء للمملكة العربية السعودية أو حتى قطر او روسيا فليس من منفعة فعلية للمنشآت في ظل واقعها الراهن اداريا وتقنيا ، من هنا وجب على النواب اقتراح خطة مجدية او اقله لإعلان نوايا على مستوى الآمال فيما يتعلق بهذا المرفق العام والهام .

اخيرا ..

الأكيد ان نواب يحتاجون مجتمعين الى الإفادة من التاريخ ومن تطورات سابقة حدثت فعلا في طرابلس ، وربما هم يكررون للأسف بيانات ركيكة المضمون والسياق مقارنة مع واقع المدينة وحالها ، ويكررون الرثاء والوقوف على الاطلال دون جدوى .