ميقاتي يطل من المؤتمر العربي الصيني بمكاسب لبنانية اولا فيما تبقى العبرة بمسار الاستحقاقات المحلية المقبلة
كتب محمد الحسن
لاشهر وسنوات مضت ، ظن اللبنانييون ان مشاركة مسؤوليهم في لقاءات هامة او حتى عادية في اي دولة من دول الخليج العربي لا سيما وعلى وجه الخصوص المملكة العربية السعودية أمر محال .
وقد تسارعت في المقابل و على مدى سنوات التطورات لتضيف الأحداث والمواقف الى الانطباع هذا مخاوف من ترد اضافي ينعكس حتى على اللبنانيين الموجودين في الخليج كله ، ومع تفاقم الازمة السياسية وإمطار المنطقة بالمخدرات صار الانطباع بأن العلاقات الى اهتراء وتصدع اضافيين بين لبنان وكل الخليج العربي، وقتها عبثا نادى اللبنانييون هناك بالتنبه الى محاذير ذلك التدهور المجنون والمجاني ، وعلى الرغم من ذلك مضت العلاقات نزولا في منحدر مخيف مقلق .
توازيا ..
ارتفعت الأصوات السياسية في لبنان ونبهت الى أهمية حفاظ لبنان على عمقه العربي وعلاقاته العربية ، وانه لا يمكن للبنان ان يمضي بعيدا من سربه ومن حاضنته الام ، ولو ان لبنان يحتاج الى الجميع شرقا وغربا ، ويحتاح الى ما يراعي مكوناته في الداخل، فاذا ما عالج اللبنانييون علاقاتهم الخارجية وفشلوا في إصلاح ذات البين محليا فإنهم قد لا يحققون ايضا ما هو إيجابي فعلا .
امس ..
استحضر مراقبون محليون واقليميون صور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وهو يصافح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ، وهو يلتقي ولي عهد الكويت ، ويختتم لقاءاته على هامش المؤتمر العربي الصيني بلقاء الرئيس الصيني ، وهم علقوا بالاشارة الى أن غياب لبنان عن هذا التجمع والملتقى كان لينعكس خسارة كبيرة وأن مشاركته حققت مكاسب كثيرة لعل أبرزها استعادة لبنان لقدرة على التواصل مع الخليج العربي وقادته فيما يهمس قادة الغرب ان مساندة لبنان في مرحلة التعافي لا يمكن أن تكون بمنأى عن المساهمات العربية وبخاصة السعودية، قال المراقبون ان نجاح نجيب ميقاتي في اختراق الجمود بالغ الأهمية وهو يؤسس لتواصل اضافي يسمح فعلا في انعاش التواصل اللبناني العربي من جهة ويفتح افاقا اضافية في معترك التعافي اللبناني من ازمته القاهرة .
المراقبون سجلوا لميقاتي مرونته وحزم حكومته في مسألة مراعاة العرب جميعا وخاصة المملكة، إذ ان حكومة ميقاتي انفتحت على العرب جميعا قبلا بما في ذلك مصر والمغرب والجزائر وقطر والعراق ، وسجل المراقبون خلال كل هذا الوقت من عمر الحكومة جهود وزير الداخلية بسام مولوي بالتنسيق مع ميقاتي وهي كانت بمثابة جهود حاسمة في ملف الكابتاغون وفي التنسيق مع دول الخليج على مستويات عدة ، كما سجل لميقاتي سلوكه بتعبيد الطريق المؤدية الى مشاركة فاعلة في مؤتمر الأمس وما رافقه .
الآن ..
يبدو ملحا ان يستكمل لبنان جهوده لإعادة المياه الى مجاريها واعادة فتح أسواق الخليج العربي امام السلع اللبنانيية وفتح آفاق التواصل الإقتصادي والإفادة من طموحات ولي العهد السعودي وولي العهد الكويتي وامير قطر فالتطورات الإقتصادية التي يبني عليها القادة الشبان بالغة الإلحاح على لبنان لكي يكون على خط الانتقال الكبير نحو منطق البناء والنمو الكبير .
ثم لعل لبنان لا يفقد اتزانه فيعيد عقارب الساعة الى شالوراء ، ويخسر ما حققه الرئيس ميقاتي من استعادة للعلاقة و هنا تتجه الأنظار الى الاستحقاقات المتتالية المقبلة بدء بانتخاب رئيس للجمهورية مرورا بتكليف حكومة منسجمة مع الذات اللبنانية ومع واقع علاقاته الطبيعية مع جيرانه العرب وعمقه العربي .
من هنا..
فان الانطباعات التي تكررت امس لفتت الى أهمية وجود الرئيس ميقاتي في المؤتمر وقبل ذلك وجوده في المملكة ، وانه يعود لحكومته هذا المكتسب بعد جملة محاولات لنشل العلاقة اللبنانية السعودية من المازق السابق ولو لفت اصحاب هذا الكلام الى أن مثل هذا النجاح قد يضع ميقاتي في مصاف الاكثر حظا للعودة الى ترؤس اي حكومة مستقبلا خاصة إذا جاءت نتائج الانتخابات الرئاسية منسجمة مع متطلبات المرحلة عربيا ودوليا ، هنا مازح اصحاب هذا الرأي السامعين بالقول انه وكما كان في السابق يجيد استخدام مفتاح صندوق الاستحقاقات اللبنانية سوريا سعوديا فإنه اليوم ييدي نجاحا ومهارة في استخدام المفتاح العربي الدولي لصالح الواقع المحلي .
هنا تكمن المسألة.
الا انه وفي مهب مختلف التطورات تبقى الأمور مرهونة بتطورات كثيرة مراقبة تتعلق بلبنان فتجاوز التازيم مع الخليج العربي يحتاج قدرة على حلحلة أزمة الداخل ، وهذه اهم فإذا ما ذهب لبنان إلى أي من دول العالم احتاج الى ترتيب بيته الداخلي ليكون أقوى واكثر تاثيرا واكثر اقناعا، لذلك يبدو الانتظار بعد خرق جدار الجليد الخليجي لمزيد من العمل وترسيخ الثقة عربيا وتمتين العلاقات ومنع الاختراقات .