المطارنة الموارنة اجتنبوا ذكره في بيانهم وبو صعب لوح بسبل مختلفة بعد رأس السنة … الحوار يرحل مهزوما

المطارنة الموارنة اجتنبوا ذكره في بيانهم وبو صعب لوح بسبل مختلفة بعد رأس السنة … الحوار يرحل مهزوما

على الرغم من الدفع السياسي الذي وفره رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار كفكرة وكمشروع يمهد للخروج من ازمة الفراغ مدعوما من حزب الله والتقدمي الاشتراكي وكتل نيابية عدة ، إلا أن مواقف الكتلتين المسيحيتين تمكنتا او ساهمتا في تبريد همة الرئيس بري لا في وأدها فالرجل وانطلاقا من ادراكه لأهمية التوافق الداخلي على الاستحقاق الرئاسي يصر على دفعه محليا والا جاء الضغط الدولي فحول الاستحقاق بالكامل الى ساحة مواجهة دولية وليست اقليمية .
أما الجهة التي بدت بدورها غير متحمسة للحوار فبكركي التي خلا بيانها حتى من الإشارة اليه في حين جاءت مواقف حركة امل محذرة وعلى شيء من الاستياء.
من هنا تبدو الجلسة غدا جلسة أرقام خلبية ، لا جلسة انتخاب رئاسية ، بانتظار اما تفاهم داخلي مفيد ، او كلمة سر دولية حاسمة .

ونستطلع في ما يلي مواقف النهار الطويل عشية النهار النيابي .

المطارنة الموارنة

فقد كان لافتا في الواقع اجتناب المطارنة الموارنة الحديث عن الحوار، خاصة بعد المواقف الأخيرة للبطريرك الماروني الداعي الى مؤتمر دولي حول لبنان بعد فشل الداخل وما ورد من ردود أبرزها من المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان ، السادة المطارنة دعوا للافادة من الزخم الدولي ، وكان قد عقد المطارنة الموارنة إجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومُشارَكة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية. وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية. وتلا النائب البطريركي المطران انطوان عوكر بيان المجلس، في ختام الاجتماع، ورأوا فيه :
“يرى الآباء أن الاتصالات الدولية والعربية الجارية في الشأن الرئاسي اللبناني، تُعطي مزيدًا من الأمل بوصول المجلس النيابي إلى انتخابِ رئيسٍ جديد للجمهورية. ويدعون المعنيين في الأحزاب والكتل النيابيّة إلى الإفادة من الأجواء الإيجابية لتأمين إتمام هذا الإستحقاق بما يرفع عن البلاد التأزُّم الذي يُصيبها في أكثر من قطاع

قبلان

المفتي احمد قبلان كان صباح امس قد أبدى موقفا مستهجنا لاجهاض المحاولة الحوارية وقال : “البلد يعاني من أسوأ دوامة تاريخية، والكارثة السياسية تتمدد، والغموض يلف مصير لبنان، لذلك رفض الحوار قفز خطير في المجهول، والشيطان يشرب من كأس الفراغ وسط ترسانة منظمات غير حكومية تمتهن اللعب الأمني، وتدير أخطر برامج للفتنة الداخلية وتعيد تكوين البلد للحظة الإنفجار”.
أضاف: “وهنا أرفع الصوت مجددا، بأن سارعوا لإنقاذ لبنان لأن البعض نائم فيما الشيطان لا ينام، وأسطول الجمعيات الملونة أخطر قنبلة موقوتة، والأمم المتحدة ترتكب أسوأ مجزرة بالتركيبة السكانية اللبنانية، وعينها على التوطين، والمشروع الدولي يعمل على تأمين انهيار مدروس، وعينه على تفكيك لبنان، فيما اللعب التجاري ومشاريع خنق الناس وترسانة دولار المجاعة موصولة بأوكار داخلية وخارجية تجيد سيناريو القتل الصامت”.
وختم: “المطلوب إنقاذ مشروع الدولة لأن طبخة التقسيم والفتن على النار، وسدنة السفارات يجيدون تنفيذ لعبة الخدمة المدفوعة، وما نريده موجة حوار لا موجة قطيعة، لأن مصير البلد على حافة الهاوية في ظل مشاريع تريد دفن لبنان”.

بو صعب بعد لقاء بري :

ولعل أبرز المواقف ما صدر عن نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب بعد أن استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة ، حيث تم عرض للاوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية وموضوع الحوار وشؤونا تشريعية.
بعد اللقاء تحدث بو صعب :” تشرفت بلقاء دولة الرئيس اليوم، بعد زيارة قمت بها الى دولة قطر، وبعد الجلسات التي نجريها في مجلس النواب واللجان المشتركة. وناقشنا أمورا عدة متعلقة بالمجلس وعمله وأيضا تطرقنا الى موضوع الحوار الذي كان من المفترض ان يكون يوم غد وأيضا موضوع رئاسة الجمهورية وإنتخاب رئيس الجمهورية. فالرئيس نبيه بري كان دائما حاضرا لتلبية الدعوة الى عقد طاولة حوار، لأننا جميعا يعرف في النهاية أنه من دون حوار لن نستطيع التوصل الى تفاهم لانتخاب رئيس للجمهورية ولكن واضح أن هناك أفرقاء ليسوا مقتنعين بطريقة جلسة الحوار فأعتذروا أو أبدوا نيتهم عدم الحضور الى طاولة الحوار، والبعض الآخر كان يضع شروطا حول كيف يجب أن تكون طاولة الحوار وفي أي شكل”.
أضاف :”هذا الموضوع لا يؤدي الى إنعقاد الحوار، وعليه أرى انه لم يعد هناك امكانية
للحوار في ما تبقى من هذا العام، ولا أعتقد ان ذلك وارد ولكن في النتيجة أعود وأقول أنه لا يمكننا الخروج من الأزمة التي نحن فيها إلا من خلال العودة الى الحوار الجدي بين كل الأفرقاء ورئيس مجلس النواب طبعا هو المعني الاول بانتخاب رئيس للجمهورية في مجلس النواب كون المجلس هو الذي ينتخب الرئيس”.
أضاف : نتمنى “إن شاء الله ألا تطول هذه المواضيع، ونتمكن من الوصول الى قناعة الذهاب الى حوار لإنتخاب رئيس للجمهورية. ولمست من الرئيس بري أن الوضع لن يكون متروكا الى ما لا نهاية، يعني ان الجهد الذي يجب أن يبذل من أجل إنتخاب رئيس للجمهورية له وقت محدد، من أجل الوصول الى تفاهم وتشاور ولكن من بعد هذا الوقت سيكون هناك عمل مختلف وجدي أكثر لإنتخاب رئيس الجمهورية إبتداء من بداية العام المقبل. هذا في ما يتعلق بطاولة الحوار، فالجلسة غدا ستكون مبدئيا جلسة إنتخاب كما الجلسات السابقة، وكل ما تم مناقشته في هذا الموضوع بات واضحا امام الرأي العام والخلاف بين الأفرقاء لا يزال قائما، وإن شاء الله نستطيع الخروج من هذه الازمة في وقت سريع”.

امل وحزب الله

وفي أعقاب اجتماع ضم عن حركة “أمل” النائب محمد الخواجة والنائب السابق علي بزي والدكتور علي رحال، و عضوا “اللقاء الديموقراطي” النائبان هادي أبو الحسن وفيصل الصايغ، وأمين السر العام في التقدمي ظافر ناصر. أكد الجانبان “ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية قادر على تولّي ادارة المسار الانقاذي للبلاد، بما يشكله ذلك من أولوية وطنية أساسية يتحتّم إجراؤها وتوفير كل الظروف والمناخات لإنجازها عبر الحوار الذي يؤدي الى تفاهم الكتل النيابية للتوصل إلى إنهاء حال الشغور وانتظام عمل المؤسسات الدستورية، مما يقتضي تجاوب الجميع مع مسعى الحوار الذي نادى به رئيس مجلس النواب نبيه بري”.

مسعد

من جهته أكد النائب شربل مسعد أن “المخرج الأساسي لإتمام الاستحقاق الرئاسي يكمن بالاحتكام للدستور وتطبيق بنوده والذهاب الى جلسات مفتوحة”، معتبراً “دعوات الحوار محاولة تمرير وقت الى حين نضوج التسوية الخارجية”.
وإذ أعرب في حديث الى “صوت كل لبنان”، عن رفضه للحوار “لأن الكتل كافة تتواصل ولا نفع له”، قال مسعد “إن الدعوة الى الحوار عوضاً عن انتخاب الرئيس وإبقاء النصاب ما هي الا مضيعة للوقت بهدف تخفيف الضغط الشعبي عن الفئة المعطلة”.
وحمّل مسؤولية الفراغ “للمنظومة الحاكمة وليس للمستقلين والتغييرين الذين يقومون بواجبهم”.