المعطيات لا توحي بأن زيارة الموفد الفرنسي ستحرز تقدماً في اتجاه حل الازمة الرئاسية


اذا كان الحراك الفرنسي تجاه لبنان فأل خير بأن هناك من يفكر بعد بلبنان، فإن المعطيات لا توحي بأن زيارة الموفد الفرنسي ستحرز تقدماً في اتجاه حل الازمة الرئاسية، لأن الوزير الفرنسي لا يحمل معه افكاراً ومقترحات، بقدر ما ان جولته على المسؤولين محصورة فقط بالاضاءة على المخاطر التي يمكن ان تصيب لبنان جراء المراوحة المستمرة والتغافل اللبناني عن ادراك هذه المخاطر ما لم يسارعوا الى ترتيب بيتهم الداخلي بالانصراف الى مواجهة الازمة الاقتصادية التي تتجاوز لبنان الى العالم.

وفي هذا السياق اكدت مصادر سياسية ان الوزير الفرنسي سيباستيان لوكورنر الذي سبق ان زار لبنان وهو على دراية بما فيه الكفاية بما هو حاصل على المستوى السياسي اللبناني لن يتجاوز دوره مسألة حث المسؤولين اللبنانيين على ضرورة الاسراع في انتخاب رئيس ومنع استيطان الفراغ في قصر بعبدا، وكذلك الاسراع في عملية الاصلاحات، مشددة على ان المسؤول الفرنسي لن يُحمّل من قبل قصر الاليزيه اية رغبة فرنسية في عقد مؤتمر خاص بلبنان على غرار المؤتمرات السابقة، كون ان باريس تعي تماما ان الظروف الاقليمية والدولية غير ملائمة لعقد مثل هكذا مؤتمر، لا بل ان فرنسا ترغب في ان يتصرف أهل الحل والربط في لبنان الى معالجة مشاكلهم بأنفسهم وعدم الاتكال على الخارج الذي لا يمكن ان يساعد اللبنانيين ما لم يساعدوا هم انفسهم.