: كثيرة هي الأسئلة المهمة بل البالغة الاهمية التي أجاب عليها الرئيس ميقاتي امس ، في توقيت دقيق من تاريخ لبنان ، تتعدد فيه المخاوف من انتهاء البلد بالكامل وافلاسه سياسيا وكيانيا لأسباب سياسية ومالية ، وخاصة مالية فالعالم او لنقل ان اللبنانيين في أنحاء العالم يرون ان البلد مع تراجع قيمة موجوداته من العملات الصعبة في وضع خطر كما انه مرهون بالفساد وأن عدم خروجه من دائرة الإهدار والنفوذ السياسي الحالي ييقيه ماسورا وأن ذلك لا يبني ولا يحفظ بناء .
وبالطبع لا تقف الأمور عند هذا الحد من التفسيرات للواقع الراهن بل تذهب التحليلات بعيدا وسط مخاوف وحالة من القلق على مصير ما تبقى .
وامس أجاب الرئيس ميقاتي على الكثير من التساؤلات وذهب بعيدا في بعضها وبقي على “الشط” في بعضها الآخر.
ولكن الأكيد ان اطلالة الرئيس ميقاتي كانت ضرورية وهو يتولى إدارة البلاد مع حكومته التي تنسجم بالمفرق الى ابعد حد ولو حالت الشطحات السياسية دون مشاركة كل مكوناتها في جلساتها الملحة .
إذ لا يعقل ان تقبل حكومة كاملة او حتى ناقصة المواصفات بعدم الانعقاد قي توقيت كهذا ، وغدا سيذكر التاريخ بشكل واضح ان مقاطعة جلسات الحكومة في توقيت مؤسف أمر خاطيء مسيحيا اولا وقبل كل شيء .
فهل يعقل ان يهرب ولد بكر اكبر من بيت العائلة او يقاطعه اذا خرج الأب او مات او اصيب بمرض ، هنا تكمن المسؤولية الجامعة في حتمية الشراكة في ادارة حكم في توقيت بلا رشد .
اذا

كانت اطلالة ميقاتي ضرورية فيما كثرت الأسئلة وتعددت الملفات، وفيما يتحمل الرجل مسؤولية كان من البداهة ان يشارك الناس في تفاصيلها فيتبين المسار الأبيض من غيره .
ومن السياسة الى المال الى المسار الدستوري القانوني للعمل الحكومي الى تحديد المهام وصولا الى تحمل المسؤولية بوضوح تجاه كثير من الأمور وتحمل مسؤولية تثبيت الأمن وحل معضلة اضراب المصارف وصولا الى وانطلاقا من التصالح مع الكل ومع الذات .
ففي كلام ميقاتي امر واحد يحتاج الى كلام بعد الكثير الذي قيل ، وهذا الأمر هو التصالح مع الذات ومع الآخرين فلم يذكر المحاور جهة في البلد إلا وأكد ميقاتي وجهته للتواصل معها بإيجابية لصالح مرحلة تسيير امور الدولة ، وذلك بكثير من الثقة بعلاقة متينة من جهة وتطلع الى إنتاجية تستفيد منها الدولة المتعثرة .
فبدا انه من المفيد جدا لإدارة البلد أن تكون العلاقات مع الآخرين في السلطة وفي النظام منتجة عوضا عن نثر الخلافات ونكش الأزمات ذات اليمين وذات الشمال .
وهذه الإيجابية هي التي تسمح قطعا بادارة المرحلة التي يوثقها الحاضر للمستقبل وكما لم يحصل سابقا حيث دونت التاريخ سابقا قوى او جهات قليلة ، إلا انه في الوقت الراهن يدون الآلاف في زمن السوشيل ميديا التاريخ وهنا معضلة اكثر منها مسألة.
اذا بدا التصالح مع الذات ومع الآخرين مهما مفيدا ، فلا مكان لتوجيه اللوم او الصفات السلبية ، او اعادة انتاج المشكلات السياسية مع احد ، فالتوقيت هو لإدارة الدولة التي تتعطل هنا وهناك لأسباب ذات صلة بسلوك ما و ب مفهوم أ”نا الحاكم انا احكم انا اكون” .
ثم والى جانب هذا القدر من المسؤولية الإيجابية ، جاءت الرسالة المفيدة للمملكة العربية السعودية التي تؤكد اولا على أهمية ما تقوم به ذاتيا وعلى أهمية ما يمكن ان تقوم به لغيرها وما يمكن ان يفيد لبنان اذا ما بقي في حضن اهله العرب .
فالاكيد ان الرسالة المهمة المقدرة لقيمة وعمل المملكة لا بد سيعود بالخير فيما هي تحولت إلى قيمة اكبر في المنطقة والعالم .
هو حديث الساعة المهم في التوقيت الدقيق ، ولعله أجاب على اسئلة كثيرة ينتظر الناس مفاعيلها على الأرض .