“القوات”: لن نكون ممراً لمرشح “الحزب”
راكيل عتيّق
بعدما أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في مقابلة صحفية، الأربعاء الفائت، أنّه “إذا استطاع حزب الله وحلفاؤه أن يجمعوا 65 صوتاً لمرشحهم.. سنقاطع طبعاً”، أوضحت مصادر “القوات”، أنّ موقفها غير متبدّل بل متطوّر، وتعتبر أنّ هناك مهلة دستورية لانتخاب الرئيس على كلّ القوى السياسية التزامها، لكن الكتل البرلمانية الممانعة أطاحت بها.
وأكدت مصادر “القوات” في حديث لـ”نداء الوطن” أنّها تلتزم الآلية الديموقراطية الدستورية، وبالتالي في حال نجح الفريق الآخر بتكوين أكثرية لانتخاب مرشحه ستحاول تفكيك هذه الأكثرية لمرة ومرتين وثلاث، لكن في نهاية المطاف “لا حول ولا قوّة”. أمّا وأنّ حزب الله مصرّ مع حلفائه على انتهاج التعطيل إلى ما لا نهاية، فلا يُمكن أن تقبل “القوات” بأن يكون الدستور أداةً يستخدمها هذا الفريق بالطريقة التي يراها مناسبة، بحيث عندما يجد أنّ هناك فرصة لإيصال مرشحه الرئاسي، يلجأ إلى الدستور، وعندما يرى أنّ الدستور يمنعه من إيصال مرشحه يعطّله. لذلك لن تسلّم “القوات” بهذه المعادلة وتشرّع أبوابها لهذا الفريق لكي يتمكّن من إيصال مرشحه على “ظهرنا”، لحظة يتمكّن من أن يؤمّن ظروف انتخابه. وتقول المصادر “القواتية”: “أعطينا مجالاً وفرصة، أمّا وأنّ الفريق الآخر يضرب كلّ شيء بعرض الحائط فلن نسمح بهذه المسألة”.
وتقارب “القوات” الاستحقاق الرئاسي على أنّه مسألة إنقاذية، وليس مجرّد تنازع على الكرسي بين فريق دولتي وآخر ممانع. ولا يُمكن وفق التجربة في العهد السابق، بحسب “القوات”، أن يتحقّق الإنقاذ عن طريق الفريق الآخر، فالبلد في حاجة إلى رئيس قادر على الإنقاذ، وهو الذي يحمل برنامجاً إصلاحياً وخلفية سيادية، ولا يقبل بأن تكون الدولة خاضعة للدويلة، وحريص على علاقات لبنان الخارجية وعلى الربط مع الخليجيين والمجتمع الدولي. لذلك، تعتمد “القوات” في هذا التوقيت الرئاسي مقاربة أنّ الشغور قد يخلق فرصة لوصول رئيس إنقاذي بينما وصول رئيس ممانع يعني ولاية جديدة من الانهيار.