ميسم درزي للواء : أعيش زمناً لا يشبه هذا الزمن ولست من الذين يبكون على الأطلال ولكن أحب الماضي

كل ما وصلت إليه كان بفضل المعلم والأستاذ الأساسي في مسيرتي الشقيق ورفيق الدرب عميد المذيعين العرب «فاروق درزي» الذي بفضله دخلت إلى هذا العالم المدهش

يتردّد صدى صوت الإعلامية اللبنانية «ميسم درزي» الغني بنبرات الكلمة التي تنبثق من ثقافة إذاعية مرتبطة بالفن السمعي ومؤثراته على مستخدمي الراديو حيث قدّمت الأنواع المختلفة من الأعمال الإذاعية، وبنبرة أصبحت مألوفة، بل وأدمنها المستمع لبرامجها خاصة عبر إذاعة الشرق حيث حصدت نسبة عالية من المتابعين لها عبر هذه الرحلة التي خاضتها بمرونة صوتية اخترقت من خلالها حواس المستمع، وهي التي استطاعت طرح الكثير من المواضيع عبر الإذاعة. فهل اخترقت ذاكرة جيل بأكمله سمعيا من خلال النافذة الصوتية التي أطلّت منها إذاعيا على المستمعين في العالم؟ وهل هناك من ينسى «طلّ القمر» الذي استقبل نجوم الغناء في لبنان والوطن العربي؟..

ومع الإعلامية والإذاعية صاحبة الإطلالة الصوتية التي سجلت بصوتها العديد من القصائد لـ«اميل ناصيف» ولـ«رابعة العدوية» أجرينا هذا الحوار:

{ في الصحافة الإذاعية كيف تكيّفت في ممارسة مهنتك؟ وهل من طريقتين متعارضتين بين الإعتماد على الظروف أو العمل بمفردك تماما أو العمل ضمن فريق كبير؟

– من المعلوم عند الكثيرين ممن تابعوا مسيرتي المهنية

أني بدأت العمل الإذاعي في سن مبكرة

تمرّست خلالها على أيدي أساتذة كبار منهم الراحلة رحاب ميقاتي،

وكنت أخضع لقوانين صعبة بالأداء والتقديم،

كان الإمتحان آنذاك صارم جداً،

وكان للعمل الإذاعي رهبته وهيبته، كان هناك ما يُسمى بآداب الأثير،

ولقد تعوّدت العمل والتقديم والإعداد بمفردي طيلة هذه السنوات الطويلة،

إلى أن استعنت مؤخراً بمنسقة عملنا معاً لسنوات قصيرة وكانت نِعمَ المُعين،

فقد تولّت التنسيق في ترتيب مواعيد اللقاءات مع من استضفتهم من أهل الفن والصحافة والسياسة والطب والمجتمع،

وطبعاً أحييها على المجهود الذي بذلته، هي السيدة «رشا رضوان».

وكما ذكرت آنفاً بأنني منذ بداياتي أنا من يُعدّ ويقدّم برامجي.

{ الإذاعيون اليوم بحاجة بما يكفي لإجراء التسجيلات الخاصة بهم، والتحرير أو الإعداد لبرامجهم من خلال البث الخاص بهم على شبكات التواصل الاجتماعي، ما رأيك؟

– أنا وشبكات التواصل الإجتماعي لسنا بأصحاب، لست ناشطة،

أنا أهوى الحبر والورق، صديقي دوماً كان الكتاب ولم يزل،

أعيش زمناً لا يشبه هذا الزمن ولست من الذين يبكون على الأطلال ولكن أحب الماضي بكل ما فيه من رسائل ورقية وهاتف أرضي وكل ما له صلة من ذاك الزمن الجميل.

{ ميسم درزي والعمل التلفزيوني الذي غابت عنه أم العمل الإذاعي ومسؤولية التحكّم بمسرح الأحداث لشكل فردي؟

– ميسم درزي بات من اختصاصها العمل الإذاعي، والتلفزيون أرغبه ولكن العشق الأول والأخير للإذاعة التي استهوتني وعشقتها عشقاً أبدياً ، فلقد أعطيتها أربعين سنة من عمري من الحب والعطاء والحماس دون كلل ولا ملل.

{ يخضع العمل الإذاعي لضغط قوي يجب أن يكون قادراً على النقد الذاتي، ما رأيك؟ وأين أنت من الكتب والقراءات؟

– لطالما كنت الناقدة لأي برنامج كنت قد قدّمته،

ولكن صدقاً ليس من باب المديح لشخصي،

فكل ما قدّمته قمت به بأمانة وبإخلاص،

لم أتهاون في عملي بتاتاً كنت على قدر المسؤولية لأني أحترم ذاتي وإسمي الذي بنيته بجهد كبير،

وهذا ما أثبتته الأيام والسنوات والناس التي أحبتني وأستساغت كل ما أعطيته لهذه المهنة. أما عن صداقتي للكتب فهذا عشق آخر، فأنا قارئة بنهم، قرأت العديد من الروايات الأدبية لأسماء مميّزة منهم على سبيل المثال لا الحصر: روايات الكاتبة رانيا محيو خليل، والروائية فضيلة الفاروق، والأديب الكبير نجيب محفوظ، والكاتب إحسان عبد القدوس، والعديد العديد.. أما قراءة الشعر فهذا موضوع آخر، فأنا ممن يحلّق في قراءته ويعيش مع الكلمة كما لو أنني أنا من أخطّ هذه الكلمات، أشعر بها تماماً وأعيش الحالة، أما عن صوتي فهذا نعمة من الله عزّ وجلّ.

{ المخرجون في العالم الإذاعي هل هم تاريخ العمل مع ميسم درزي أم غابوا مع غيابك عنهم؟ وهل تستمعين لتوجيهاتهم أو نقدهم؟

– علاقة المخرج في حياتي المهنية أساس، أحترم رأيه ونعمل بثبات وذوق وتبادل الآراء، عملت مع أسماء كثيرة وكان لي شرف الزمالة مع هذه الأسماء الطيبة والماهرة، لقد تركت والحمد للّه أثراً طيباً مع الجميع وهذا بشهادتهم، ولا بد من الإشارة إلى أن كل ما وصلت إليه كان بفضل المعلم والأستاذ الأساسي في مسيرتي الشقيق ورفيق الدرب عميد المذيعين العرب «فاروق درزي»

الذي بفضله دخلت إلى هذا العالم المدهش الخلّاق الذي معه تكتشف ذاتك وما تملك من مواهب شتى.

وعلى أمل أن أستطيع إنجاز كتاب يتحدث عن كل ما مررت به طيلة حياتي المهنية من أحداث ومواقف وذكريات لا تُنسى. وشكراً لك.

 حاورتها: ضحى عبدالرؤوف المل