شوية كلام عن قائد فرقة ام كلثوم

محمد عبده صالح، عازف القانون الأشهر، وقائد فرقة أم كلثوم، الموسيقي ابن الموسيقي ابن الموسيقي، أبوه عبده صالح عزف مع سيد دوريش وعبدالحي حلمي، وجده علي صالح كان عازف ناي مع عبده الحامولي في القرن الـ19.
محمد عبده صالح، وشهرته (عبده) عزف وعمره ١٢ سنة مع سيد درويش، وصالح عبدالحي، وبعدين عزف مع عبدالوهاب، وأخيرا عزف مع أم كلثوم سنة ١٩٢٩ – ١٩٣٠، وكان عمره ١٨ سنة، ومن وقتها وهو معاها لحد وفاته، لمدة ٤٠ سنة.
آخر حفلة لعبده مع الست كانت في ٧ مايو ١٩٧٠، وغنت فيها أغنيتين غاية في الروعة، كانت حفلة عبارة عن مباراة ساخنة بين عبدالوهاب والسنباطي؛ غنت من ألحان عبدالوهاب “دارت الأيام” ومن ألحان السنباطي “أقبل الليل”.
عبده تألق في الأغنيتين بـ٢ صولو ولا أروع، وكأنه كان بيودع الجمهور اللي كان غاية في التفاعل معاه.
صولو أقبل الليل الأروع هو اللي بيسبق كوبليه (تقبل الدنيا على أهل الهوى) وصولو دارت الأيام اللي بيسبق كوبليه (قابلني والأشواق في عينيه) واللي عاده عبده ٣ مرات، بتصرفات لحنية وتفاريد عظيمة، مع انفعالات الجمهور.
أظن إن الحفلة كانت ختام الموسم الغنائي لأم كلثوم (٦٩ – ٧٠)، وبعدها خدت إجازة، وبعد شهر عبده خد الإجازة النهائية زي النهارده ٣٠ يونيو ١٩٧٠.
ودا كان عام الحزن لأم كلثوم، واللي تعتبر انطفت بعده، وصحتها بقت في النازل، لأن في نفس السنة اتوفى الرئيس عبد الناصر كمان، وجت بعدها السيدة جيهات السادات اللي كانت بتغير من أم كلثوم وبتضيق عليها.
خلينا في عبده.. وفاته كانت سهلة زي ملامح وشه الطيبة، عبده كان سليم وعايش يومه طبيعي، ومات بعد ما اتغدى وكان بيحلي ببطيخ، وهو بياكل وقعت حتة البطيخة من إيده ورأسه وقعت على الترابيزة… مات بدون ما يتألم، وكأن الألم كان محرم على رجل كانت شغلته الروقان والسعادة.
وكانت أم كلثوم من أوائل الناس اللي جريوا على بيته، وقرت له قرآن وبكت، لكن خافت تمشي في جنازته لأنها هتتحول لمظاهرة والأمن مش هيقدر يسيطر عليها.
الله يرحمك يا عم عبده، ويسعدك زي ما أسعدتنا بشكل خلاك علامة خالدة في تاريخنا