خردق رصاص الصيد يقتل الطير والصياد

نقلا عن دكتور غسان جرادي
صيد الطيور بخرطوش الرصاص والعقم والإجهاض والخرف والألزهايمر

إنها حقيقة بدأت عندما قام العالم الفرنسي بول إيزنمان 1970) Paul Isenmann) بدراسة حالات موت البط في مستنقعات “تور دو فالات” في جنوب فرنسا، ووجد أن معظمها تناول حبات من خردق الرصاص، في مياه المستنقعات، والذي كان يستعمل في أوروبا لصيد الطيور، ومات متأثراً بمرض الـ Saturnism. الأمر الذي دعا الباحثين إلى دراسة تأثير أثر الرصاص على الإنسان الصياد الذي يتناول وجبات من الطيور التي في كثير من الحالات تستقر فيها حبات من الخردق والتي تذوب عند الشوي أو القلي أو يبتلعها أصحاب المضغ السريع. كانت النتيجة مذهلة وتؤكد أن الرصاص يؤثر على الرجل فيقلل نشاطه الجنسي وفي بعض الأحيان يسبب له العقم، كما يكثر من حالات الإجهاض عند السيدات أو يؤدي إلى عاهات عقلية عند الأطفال مثل توقف النمو. فهل تكفي هذه المعلومات لجعل الصياد يتوقف عن إيذاء نفسه وعائلته؟ والأكثر من ذلك أن آخر دراسة أمريكية نشرتها الأكاديمية الوطنية للعلوم للدكتور الطبيب دانيال جورج (Daniel George 2022) بينت أن الذين يتعرضون في صغرهم لمادة الرصاص هم معرضين أكثر من غيرهم للخرف المبكر والألزهامر عندما يكبرون، مع فقدان 2.6 نقطة ذكاء لكل واحد منهم عند بداية المرض. للرصاص عواقب وخيمة على الأطفال، حيث يعطل الدماغ ويسبب أضراراً للعظام والقلب والأوعية الدموية وأنظمة الأعضاء الأخرى. ويؤدي التعرض للرصاص أيضًا إلى إضعاف الركيزة البيولوجية التي تجعل العقول قادرة على الصمود في وجه مجرى الشيخوخة، مما يزيد من قابلية الإصابة بالخرف والألزهايمر. الخلاصة هنا هي ليست بمنع الصيد المستدام بل بمنع استخدام مادة الرصاص واستبدالها بالمعادن التي تستعمل لبنادق الصيد في أوروبا وأمريكا وهي تستخدم خرطوش لا رصاص فيه، كما أن الأمر يتطلب تعديلاً في البندقية أو استبدالها بأنواع جديدة متوافقة مع المعادن غير الرصاصية.