توقف رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في الشمال النقيب شادي السيد عند التطورات المتلاحقة المتصلة بمصير حاكمية مصرف لبنان، واعتبر السيد أن هناك قوى في البلد تريد فعلا الفراغ، لا بل إن من مصلحة البعض كما يبدو أن يستمر هذا الفراغ وأن يشمل مرافق عدة في لبنان. لذلك كله فإننا نرى البعض يستهتر أو يتعمد أن تطول فترة ويطول أمد هذا الفراغ، ولكننا في المقابل نسجل لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقد بات معارضون له يشيدون بهذه الخطوات التي يقوم بها، إذ أنه يكافح ويصبر ويستمر في عمله الذي يكفل استمرارية وديمومة عمل الحكومة، وهذا بحد ذاته في هذا التوقيت الدقيق من تاريخ لبنان عمل دؤوب وعمل له نتائج إيجابية على الأرض. وإننا نسجل لدولة الرئيس هذه المثابرة وهذا العمل الدائم الذي سيسجله لبنان في مراحل متقدمة من تاريخه، إذ سيوثق للرئيس ميقاتي تمسكه باستمرارية عمل الحكومة، في الوقت الذي يتاجر البعض بصلاحيات رئيس الجمهورية من خلال مواقف سياسية شعبوية تبتغي تمرير هفواتها وتمرير أخطائها لتضع نفسها في موقع البطولة، وهي ليست كذلك.
إننا ننوه بأداء رئيس الحكومة ونتفق معه بضرورة استمرارية عمل المؤسسات في لبنان بما يكفل التخفيف من وطأة الأزمة الراهنة، وبما يكفل أيضا أن نتمكن جميعا من أن ننتقل إلى المرحلة التالية وإلا فإننا قد ندخل من فراغ إلى فراغ، ومن ترهل إلى ترهل، ومن انهيار إلى انهيار على أعلى مستوى مؤسسات الدولة المختلفة.
إن دعوة الرئيس ميقاتي في مناسبات مختلفة إلى الصبر وإلى التمسك بالصبر، وإشارته إلى أنه يتحلى بالصبر في مسؤولياته، إنما هو دليل على إدراكه لعمق المسؤولية التي يتحملها في هذا الوقت العصيب من تاريخ لبنان، وهو يتحمل أيضا في الوقت عينه تبعات المواقف السياسية والتهجم السياسي والكلام السياسي الذي يصدر من هنا وهناك، وهو في غالبه، لا بل في معظمه، لا يعبر عن الحقيقة، بل هو بمثابة ترهات.
إننا نتمنى في كل الأحوال أن تمضي هذه المرحلة، وأن يتمكن لبنان من إقفال الأبواب التي يدخل منها الريح الأسود، أو تدخل منها رياح العاصفة التي قد تهب على لبنان ولا تبقي أي أمر سليم في البلد. لذلك علينا أن نتكاتف وأن نتضامن وأن نساعد القوى التي تتمسك باستمرارية وعمل المؤسسات المختلفة طالما أن الفراغ مستمر، وطالما أن البعض في لبنان يراهن على هذا الفراغ، وطالما أن البعض الأخير يتمسك بهذا الفراغ خدمة لنفسه وخدمة لطموحاته السياسية، وخدمة لتوجهات سياسية لا تخدم إلا الذات على حساب كل الناس في مختلف المجالات وفي مختلف الشرائح المجتمعية وحتى السياسية في البلد.