د.راوية مجذوب بركة في غياب عميد المدينة

و رحل عميد المدينة..

بقلم د.راوية مجذوب بركة

رحل و مدينتنا باقية تستذكر الذي مر فيها و احبها و اغدق عليها جهداً و سهراً و عطاء…
عميدا كان ، و رئيساً لبلدية اصبح ، و وزيراً لسياحة و تربية ارتقى ، و مهام صعبة اخرى تولى ، فكان لها جميعاً عنواناً و صنوانا… انناديه عميد ام معالي ؟ اختار لقباً ناله بجهد و اندفاع و تجرد و انضباط و نزاهة فلقبناه به تاركين ما تخطاه في الدرجات…
عميداً للمدينة كان ؛و العميد في لغتنا هو “من يعتمد عليه في الحوائج و الامور الجسام” و هو كان . ترأس البلدية في احلك ظروفها بعد ان طحنت وطننا حرب اهلية عزلت المدينة عن الداخل و الخارج ؛ دخل هذا الخضم مؤمناً بالعلم و أهله فاستعان بالجامعات و اساتذتها . آمن بالخبرات و أهميتها فانطلق الى العالم الواسع و أدخل المدينة بشبكات عالمية سبرت اغوارها و ساعدت بعلاجها. آمن بأهمية النواة التاريخية و ضرورة الحفاظ عليها فسعى الى تصنيف معالمها و ادراجها على لوائح التراث الوطني .حاول اظهارها بأبهى حللها فكان اول من أطلق اعادة تأهيل الاسواق . لم يكتف بحبه للمدينة فقط بل احب اهلها و سعى جهده ادخال الفرحة و البهجة على قلوبهم فنظم لهم مهرجانات عامة مفتوحة للجميع بمختلف طبقاتهم، فصدحت الاصوات بالغناء بعد ان عم سكون الظلام لسنوات ؛ انشأ لهم نوادي للاحياء فعلمهم كيف تكون المسؤولية وكيف يعبروا عن حبهم لمدينتهم و انتمائهم لها…
رحلت يا عميد الى عالم حيث مبادئك هي القوانين السائدة وقيمك هي الاعراف المرعية. فهنيئاً لك عالمك الجديد… و رحم الله قلباً حمل في حناياه حباً و تفانياً لمدينة شاء سبحانه و تعالى ان يكون حامله واحداً من ابر ابنائها و انزههم و اتقاهم …
نسأل الله ياعميد ان يتغمدك بواسع رحمته و يسكنك فسيح جناته، انه على ذلك لقدير .
و انا لله و انا اليه راجعون.