“الإنشاء” الطرابلسية … الجريدة المقاومة للهزّات والزلازل !

“الإنشاء”… الجريدة المقاومة للهزّات والزلازل !

في عصر طغيان مواقع التواصل الاجتماعي، التي “اقتحمت” الميدان الصحفي، وفي ظل استعاضة أغلب الصحف عن “ثوبها” الورقي، بموقع إلكتروني، عادت جريدة “الانشاء” الطرابلسية الى الصدور، مرة كل شهر، بصيغة PDF، تمهيداً لإعادة صدورها ورقياً، ربما في المستقبل القريب. فماذا يقول مالك الجريدة وناشرها، الصحافي “العتيق” مايز الأدهمي عن هذه التجربة؟

إصدار “توثيقي”

بداية، يعتبر الأدهمي ان ما قام به مؤخراَ ليس إعادة إصدار الجريدة بحلتها الورقية كما يتبادر الى ذهن البعض، بل هو عمل توثيقي يرمي الى الحفاظ على أرشيف المدينة وإرثها، من خلال توثيقه عبر ثماني صفحات بصيغة PDF، مع المحافظة على نوعية وجودة المادة الصحفية المقدمة من خلال الكتّاب ذاتهم الذين واكبوا “الانشاء” في مرحلتيها الورقية والإلكترونية السابقتين على السواء.

ويشدد الأدهمي على أن “الانشاء” ستسعى لنشر اي بحث او تقرير او جهد يصب في خدمة مدينة طرابلس وأهلها، ولن تكون صحيفة “اخبارية” بالمعنى الكلاسيكي للكلمة، خاصة في ظل السرعة التي أصبح يتميز بها نقل الخبر في عالم اليوم.

بين الطموح والواقع

ولا يخفى الادهمي الرغبة في العودة إلى الإصدار الورقي، خاصة وانه شخصياً يفخر بكونه ينتمي الى “الجيل القديم” الذي لا يؤمن كثيراً بالنشر الالكتروني، ولا يرى بديلاً عن الصحافة الورقية. ولكن التمويل الذي اضطره للتوقف القسري في السابق، لا يزال يقف عائقاً أمام هذه العودة، اقله في الوقت الراهن، لا سيما وانه كان ولايزال، يرفض “بيع نفسه” كما قال، لاية جهة كانت، سياسية او غير ذلك.

َويرى الأدهمي ان إصدار الجريدة بهذه الطريقة، يخدم الهدف في ايصال المعلومة، دون تكاليف تذكر، بانتظار تهيؤ الظروف التي يمكن أن تعيد “الانشاء” إلى حلتها الورقية.

ان يتمتع احد الصحفيين المخضرمين بهذا الاندفاع والرغبة في الاستمرار بـ”مهنة البحث عن المتاعب”، فهذا لا شك علامة فارقة ومدعاة للفخر. فكيف اذا كانت هذه المتاعب مترافقة مع وضع اقتصادي واجتماعي لا يسر عدواَ ولا صديقاً؟

ولكن رغم ذلك، تبقى “الانشاء” الصحيفة المقاومة للهزات والزلازل على انواعها، في بلاد تقع على “فالق” سياسي واجتماعي لا يهدأَ.

الحدث اونلاين