تناول الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله ملف سوريا وعمل الحكومة في لبنان وقال : “في الساحة السورية التي كانت في السنوات الأخيرة ساحة جهاد أخينا الشهيد القائد السيد مصطفى وساحة استشهاده أيضا لن أعيد ما قلته في يوم القدس، التطورات والمؤامرة أين وصلنا وما الذي فعلناه سأتحدث بالأمر الأخير. وفي الأمر الأخير،
1 – عودة العلاقات مع العديد من الدول العربية وبعض هذه الدول كان قد ناصب سوريا العداء، وشكل على أراضيه غرفة عمليات، ودفع الأموال، وقاد الحرب الكونية على سوريا.
2 قرار عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.
3 دعوة السيد الرئيس بشار الأسد إلى حضور القمة العربية في الرياض بعد أيام. هذا تطور مهم على المستوى العربي مع سوريا.
الآن لا أريد الدخول وهذه واحدة من نقاط النقاش أنه من عاد إلى من هل عادت سوريا إلى العرب، هل عاد العرب إلى سوريا، والحديث عن الحضن العربي وما ادراك ما الحضن العربي، هذا كله لا داعي له الآن.
لكن أستطيع أن أقول أن سوريا بقيت في مكانها ولم تغير موقفها ولا استراتيجيتها ولا محورها هذا أمر واضح.
الذي يعبر عنه هو الأمر الثاني.
إذا العنوان الأول الموضوع العربي”.
وتابع: “العنوان الثاني، هو زيارة رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران سماحة آية الله السيد رئيسي حفظه الله إلى سوريا، بعد 12 سنة، 11 سنة من الأحداث رئيس الجمهورية الإسلامية يأتي إلى سوريا، وجميعكم تابعتم البرنامج واللقاءات والتأكيد – هنا المهم – التأكيد على العلاقات الاستراتيجية الايرانية – السورية، على المستوى السياسي، على المستوى العسكري، الأمني، الاقتصادي، إلى آخره… وتوقيع الاتفاقيات.
لماذا أشير إلى هذا الموضوع؟ لأنه سابقًا على مدى كل السنين الماضية وفي قلب الحرب الكونية على سوريا، كان من جملة ما يُعرض على سوريا لتغيير الموقف العربي أو بعض الموقف العربي تجاهها هو قطع علاقاتها مع إيران وتبديل علاقاتها وتحالفاتها الإقليمية. اليوم لا، العلاقات العربية تعود، سوريا تعود إلى جامعة الدول العربية، الرئيس الأسد يُدعى إلى القمة العربية وفي التوقيت نفسه يأتي السيد رئيسي ويؤكد الطرفان على عمق العلاقات الاستراتيجية بينهما ويوقعون اتفاقيات ويثبتون هذا التحالف، هذا أمر مهم.
والعنوان الثالث، هو التركي، يعني التركي هو الذي يشدّ على لقاء وزراء دفاع الدول الأربع، روسيا، إيران، سوريا، تركيا، يشدّ على لقاء رؤساء الأمن وعلى لقاء معاوني وزراء الخارجية، جاء لقاء وزراء الخارجية، كل هذا بطلب حثيث من تركيا”.
وقال نصر الله: “أتعرفون الأمور أين هي الآن إخواني وأخواتي؟ اليوم سوريا لاعب في الانتخابات التركية، اليوم المتنافسون في تركيا يتنافسون على تقديم خيارات يبدو أنها هي المقبولة لدى الشعب التركي وإلا لماذا يتحدثون بها في الانتخابات، الذي هو أنه يجب أن نعالج الموضوع مع سوريا ونعالج الموضوع سياسيًا ونعيد النازحين السوريين إلى سوريا وما شاكل.
اليوم سوريا، سوريا هذه التي انتصرت، هي حاضرة بقوة في الانتخابات التركية. هذه كلها تطورات مهمة على المستوى السياسي، العربي، الدولي، الإقليمي.
وطبعًا نحن مع كل تطور ايجابي من هذا النوع، لأنه أحيانًا مثلًا عندما جاء بعض الوفود إلى دمشق نحن لم نصدر بيانات، كثير من القوى السياسية اللبنانية أصدروا بيانات ورحّبوا.
عندما اتخذ قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية، أو أمس عندما دُعيَ الرئيس الأسد إلى القمة العربية، تعرفون لماذا؟ لأنه لسنا نحن من يجب أن يُبارِك، نحن يُبَارَك لنا.
نحن مع كل تطور ايجابي في سوريا، مع كل نصر سياسي أو معنوي أو عسكري في سوريا نرى فيه وجه مصطفى بدرالدين، نرى فيه وجه قادتنا الشهداء والعدد الكبير من شهدائنا، نرى فيه جرحانا، نرى فيه عرق مجاهدينا، نرى فيه غربتنا ومظلوميتنا في السنوات الأولى عندما أخذنا هذا الخيار وهجم علينا العالم كله.
ولذلك مع كل تعافي في سوريا، مع كل تقدم، مع كل تطور نحن من الذين يُبارَك لنا وليس من الذين عليهم أن يصدروا بيانات تبريك. وعل كلٍ، يبقى في هذا المجال الخيبة الأميركية. الواضح أن الأميركي مزعوج، هم يرسلون رسائل انزعاج للدول العربية، الآن كم سيؤثر هذا على تطبيع العلاقات يتوضَّح مع الوقت، وأيضًا الإصرار الأميركي على قانون قيصر، على العقوبات على سوريا، على الحصار.
والأكثر من ذلك ولا تؤاخذونني سأقول شيئًا هو في قلبي منذ زمن،
أنه شخص يكون غنيًا جدًا ويعتبر نفسه القوة العظمى الأولى في العالم ويُوزّع مليارات الدولارات على العالم،
وكم عينه ضيّقة فيأتي ويسرق النفط والغاز من شرق الفرات،
جهارًا نهارًا، يا جماعة أميركا القوة العظمى في العالم تسرق النفط والغاز السوريين من شرق الفرات بماذا؟
بالشاحنات، يملأون الشاحنات ويأخذوها من سوريا إلى العراق، يعني هناك نذالة، هناك “وطاوة”،
هذا ما أحببت أن أقوله”:
وأكد مجددا: “ثمة إصرار على النهب، نهب النفط والغاز، هناك إصرار على الحصار، على قيصر، على العقوبات، لأنه أصبح واضحًا عند الأميركي أنه من خلال الحرب لن يستطيعوا فرض شيء على القيادة في سوريا وأيضًا الوضع العربي والوضع الإقليمي يتغيّر، فما زال يراهن على العقوبات. وطبعًا كل هذه التطورات الايجابية حصلت ببركة صمود القيادة السورية، الجيش السوري، الشعب السوري، والآن أقول لهم أمام ما تبقى من محنة وهي محنة قاسية وصعبة، ثقوا بالله سبحانه وتعالى واصبروا واستعينوا بالصبر والصلاة إنّ الله مع الصابرين، والفرج قريب. الأمور إن شاء الله متّجهة إلى الفرج، ولن تعود بسوء الأيام والسنوات التي مضت. وهناك شيء يتعلّق نتيجة التطورات في سوريا بمسؤوليتنا اللبنانية، هنا آتي إلى الشق اللبناني.
أولًا، لبنان مطالب بإعادة العلاقات الطبيعية مع سوريا، الآن هناك أناس في لبنان –
هؤلاء الذي تحدثت عنهم في البداية – منفصلين عن الواقع، أنُبقي لبنان سجينًا لأن هناك أناس منفصيلن عن الواقع؟ هناك أناس يتنكّرون للوقائع،
ماذا نفعل؟ اليوم ماذا تنتظر حكومة تصريف الأعمال؟
طبعًا هذه واحدة من الشواهد التي دائمًا يقولون أن حزب الله يمسك بقرارات المؤسسات اللبنانية أو الدولة اللبنانية،
هذا من الشواهد أيضًا، لو كان حزب الله يُمسك بقرار الحكومات اللبنانية منذ زمن كانت الحكومة اللبنانية شكّلت وفدًا وذهبت إلى دمشق وبدأت المفاوضات، ونحن نصرخ ونرفع الصوت وننصح في الجلسات الداخلية وثنائيًا وعلى المنابر، لا حياة لمن تنادي.
حسنًا، في السابق كنا نقول والله خائفين من مصر، خائفين من السعودية، خائفين من الامارات، خائفين من الموقف العربي، خائفين من دول الخليج، الآن ممن خائفون؟ حقيقة؟ الآن لماذا؟ أنه مثلًا بملف مثل ملف النازحين – أعود إليه لاحقًا – الذي خضّ البلد الأسبوع الماضي وكنّا على أبواب فتنة وفي النهاية يتبيّن أن الموضوع هو أن يذهب مدير عام الأمن العام بالوكالة إلى الشام، كيف يعني؟
إذًا أولًا، الحكومة اللبنانية مُطالبة بأن تذهب وتقيم علاقات سياسية طبيعية مع سوريا، وهذا نعم من مسؤولية حكومة تصريف الأعمال، لأن هذا من الواجبات،
من الضروريات، هذا يفتح كثيرا من الأبواب لحل مشاكل ملحّة موجودة في لبنان، ولم يعد هنالك حجة على الإطلاق، كل العرب يا أخي التقوا وجلسوا وقبّلوا بعضهم.
اذهبوا قبل أن يذهب الرئيس الأسد على قمة الرياض أفضل لكم.
وهذا لمصلحة لبنان، لا أحد يلوي ذراع أحد ولا أحد يُسجّل نقطة على أحد،
وأنا حتى الآن قلت أنكم أخطأتم بالحسابات ونقطة على السطر، لكن لم أفتح ملفات الماضي،
ولا لغتهم ولا خطابهم ولا ماذا فعلوا ولا تآمرهم…
إننا نقفز عن الماضي لأنّ لبنان تاريخه هكذا، نحن أولاد اللحظة، في اللحظة الحالية مصلحة لبنان الأكيدة السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الأمنية، في كل الملفات، أن يعيد ترتيب العلاقات بشكل طبيعي مع سوريا.
واليوم الحدود كلها ستُفتح مع سوريا من الدول العربية، التبادل التجاري والاقتصادي سيتحسّن، ونحن جالسون هنا، اذهبوا وحلّوا موضوع الترانزيت، حلّوا موضوع رسوم وضرائب الشاحنات التي تنقل منتوجات لبنانية،
عالجوا.. “قاعدين ومنتظرين” لا أعرف ماذا… حقيقة أنا واحد من الناس، أنا كلبناني مثلي مثلكم لم أفهم ماذا ينتظرون؟ ليس هنالك حجّة أن يقول أحد معكم حق ويجب أن تطيلوا بالكم، على ماذا تطيلون بالكم؟ هذا واحد”.
وأضاف ثانيًا، موضوع النازحين، “الذي كان ملفًا خطرًا وشاهدتم في الأسبوعين الماضيين الناس ستحمل على بعضها السلاح.
هذا الموضوع إخواني وأخواتي وأيها الشعب اللبناني لا يتم معالجته لا بوسائل التواصل الاجتماعي ولا بالبيانات ولا بالخطابات، بالعكس هذا يُنشئ جوًا سلبيًا، يأخذ إلى العنف، يأخذ إلى الفتنة، يأخذ إلى الاضطراب والعداوات والضغائن والأحقاد، مع من؟ مع شعب هو جار، جار تاريخي، جار وسيبقى جارًا.
إذا تحدّثنا إنسانيًا، أخلاقيًا، وطنيًا، بكل المعايير، يتبيّن أنه لا يعالج بهذه الطريقة، بالسُباب والشتائم والتحريض ونهجم على بعض ونشتم بعض ونفتح ملفات بعض، هذا لا يُقدّم ولا يُؤخّر، تحميل المسؤوليات لا يُقدّم ولا يُؤخّر، نعم أحيانًا الإضاءة تُفيد حتى يُعرف أصحاب الرهانات الخاطئة والمواقف المتقلبة والمتبدلة، إذا الموقف في البداية خلفيته
إنسانية فالخلفية الإنسانية مازالت لماذا تبدّل الموقف الآن؟ تبدّل موقف بعض القوى السياسية من النازحين الآن يؤكد أن موقفهم الأول كان ذا خلفية سياسية وليس خلفية إنسانية كما ادّعوا.
وفي كل الأحوال، المعالجة هي أن تشكل الحكومة اللبنانية وفدًا وزاريًا من عدد من الوزراء ويكون معهم الأمن العام وضعوا معهم أمن الدولة والجيش اللبناني وقوى الأمن ومن تريدون، ويذهبون إلى الشام ويجلسون يومًا واثنين وثلاثة وأربعة ويجرون مفاوضات مع المسؤولين السوريين ويجرون نقاشًا جديًا وليس كلامًا عامًا، ليس شعارات وخطوط عريضة، يضعون برنامجًا وتُذكر المشاكل وكيف تعالج وكيف نتعاون على معالجة المشاكل، هكذا يُعالج ملف النازحين،
غير هذا هو مجرّد كلام وولولة وعويل وصراخ وفتن، فقط، أحقاد وضغائن،
هذه الخطوة إذا لم تجرِ يعني هناك أحد لا يريد أن يُعالج، وهذا شرطه الأساسي أنه يجب أن يكون هناك قرارًا سياديًا، ماذا يعني قرارًا سياديًا،
يعني عدم الخضوع للضغوطات الخارجية،
هناك دول خارجية تفرض على لبنان أن يبقى النازحين،
يا أخي نريد أن نذهب ونتفاهم مع إخواننا في سوريا ممنوع،
نريد أن نضع برنامجًا وخريطة طريق ممنوع،
يجب أن يبقوا، وإلا وبِلّا. هنا المسؤولية، هنا يجب أن يكون الشخص شجاعًا، هنا يجب أن يكون سياديًا، هنا يجب أن يكون حرًّا، هنا يجب ألا يخضع للأجانب،
هنا يجب أن يرى ما مصلحة بلده ومصلحة شعبه”…
وفي ملف آخر لبناني- سوري وصفه نصر الله بأنه “مفتوح علينا”، قال: “أي حادثة تحصل يفتح علينا أن حزب الله وتهريب المخدرات والكبتاغون ومليارات الدولارات تدخل على حزب الله من تجارة الكبتاغون، قبل أيام قيل أن سلاح الجو الاردني أغار على هدف في المنطقة الحدودية في سورية، فقتل من قتل والذي قتل قيل بأنه تاجر مخدرات وأنه يوجد مطبخ للكبتاغون تم تدميره وهذا هو الرجل الاول لحزب الله في سورية، هذا كذب وظلم وخيانة وتآمر وقلة أخلاق وقلة أدب وقولوا ما شئتم عنهم، لذلك عندما نأتي إلى لبنان، هل نحن أصبحنا مهربي كبتاغون؟ يمكن ما سأقوله الان لم أقله من قبل، أصلاً في العديد من المناطق لولا حزب الله، هل تستطيع الدولة اللبنانية أن تقوم بما تقوم به الان من تفكيك لمصانع الكبتاغون ومواجهة الكثير من بؤر وعصابات المخدرات في لبنان؟ ونحمّل نحن المسؤولية! بعض تجار المخدرات يقول لنا بأننا نحن نتحمل المسؤولية، لأن الموضوع ذكر كثيرا خلال الايام الماضية ومن الواضح أن هناك هجمة في الاعلام العربي والخليجي والاجنبي، ومع ذلك أحببت أن أعيد وأكرر، هذه أكاذيب لا صحة لها على الإطلاق، بالنسبة لنا كبتاغون أو مخدرات هي من عناوين الافساد في الارض ومن المحرمات والكبائر، بيعها وشراؤها وإقتناؤها وشربها وترويجها الخ، نحن موقفنا الشرعي والديني والاخلاقي والانساني واضح منها وحاسم، وهذا تكلمنا به كثيرا، حتى في مرحلة من المراحل حصل شبهة، أنه يوجد لدينا هدف إسمه إيصال السلاح إلى المقاومة داخل فلسطين المحتلة، سواء من الحدود اللبنانية أو من حدود الدول الأخرى، دول الطوق، فإنه، هل يمكن الاستعانة ببعض المهربين الذين بعضهم يهربون مخدرات لتهريب السلاح؟ نحن موقفنا الشرعي والجهادي والسياسي، كان كلا، أبدا، ممنوع، نحن لا نهرب مخدرات، نحن نهرب فقط سلاح، لكن المطروح أن يهرب لنا السلاح من؟ مهرب المخدرات، لا نقبل. لا يطاع الله من حيث يعصى، لا نقبل أن يلوث سلاح المقاومة الشريف بنجس ورجس المخدرات، حتى لو يحول ذلك دون وصول السلاح، هذا موقفنا وسلوكنا وأداؤنا”.
وختم: “بنقطة في هذا الموضوع، حسنا لأن هذا تسوقه دول الخليج اليوم، وأن مشكلتهم مع لبنان هو هذا، فإذا إبحثوا بالضبط مع من مشكلتكم في لبنان، أكيد ليست مشكلتكم مع حزب الله، إذهبوا وإبحثوا مع من، من يهرب مخدرات وكبتاغون من لبنان الى دول الخليج؟ الدولة اللبنانية تعتقلهم وتقول لك مثلا المتهمون هم ”ب.ع.” أو “غ.د” يا أخي قولوا من هم، قولوا من هم ولمن ينتمون، ما هي المشكلة؟ شهروا بهم، ليظهر للناس هل لنا علاقة أو لا ؟ هذا من جهة، من جهة أخرى، المشتري هناك في السعودية والكويت والامارات وقطر ولا أعرف أين، أين هو هذا المشتري؟ هذه البضائع ذاهبة عبث بلا مشتري؟! لا يوجد لهم مشتري أو مستقبل؟ من هو؟ ولا يوم من الايام قيل من هو الطرف الآخر المشتري في السعودية والكويت والخليج من هو؟ في الاردن من هو؟ فلتقولوا لنا من هو لنعرف، من اي جماعة من هناك، من يشتري الكبتاغون من لبنان ويشجعون المخدرات في لبنان من خلال السيولة التي يؤمنونها، وأن تتحاسب العالم كائنا من كان، والجميع يعرف أن هذا هو موقفنا الحاسم والأكيد”.
وختم: “النقطة الاخيرة أنه نحن نعتقد أن حكومة تصريف الاعمال يجب أن تبقى تمارس مسؤولياتها بالرغم من كل الصعوبات، ومشكورون الاخوان بحكومة تصريف الاعمال، أنه رئيس الحكومة والوزراء لا زالوا موجودون ويتابعون، نحن نعرف أنه في “الزمانات” عندما كانت تصبح الحكومة مستقيلة كان أحيانا رئيس الحكومة يجلس في منزله ويقول بأنه لا علاقة له ويصبح البلد مدارا من أمين عام مجلس الوزراء، وهذا حصل عدة مرات، اليوم يوجد رئيس حكومة تقبلون أو لا تقبلون، تنتقدونه أو لا تنتقدوه، لا يوجد مشكلة، ويوجد وزراء لا يزالون يتحملون مسؤولياتهم، نحن ضمن حدود الدستور والقانون نقول، حكومة تصريف الأعمال يجب أن تواصل عملها، رغم كل الصعوبات، ومشكورون أنهم يواصلون عملهم، موضوع هل يقومون بالصحيح او لا يقومون بذلك هذا له علاقة بالتقييم، ونحن لا نعرف إلى أين ستطول قصة إنتخاب الرئيس ولذلك يجب أن تستمر حكومة تصريف الأعمال في عملها، طبعا أريد أن أزيد، يوجد من سينزعج من كلامنا، نحن كان رأينا ويوجد بالنهاية خبراء دستوريين نحن راجعناهم وقلت سابقا، أن كل الناس لديها عقل ويوجد فقهاء وعلماء ويقرأون نصوص، يعني نص الدستور اللبناني ليس أعقد من النصوص الدينية والكلاسيكية والقديمة، نحن إعتقادنا أن مجلس النواب يستطيع أن يكمل في التشريع بشكل طبيعي، وليس فقط تشريع الضرورة، لكن يوجد أعراف تفرض في البلد، نحن نتمنى أن يعمل بشكل طبيعي مجلس النواب، وهذا لا يؤثر على حافزية وجوب إنتخاب الرئيس، هنا يوجد شبهة بالموضوع، بعضهم يقول لك إذا المجلس النيابي عمل بشكل طبيعي وحكومة تصريف الأعمال تحملت مسؤولياتها يعني لا يعود حوافز لإنتخاب الرئيس، كلا، هذا غير صحيح، هذا تشكيك بمسؤولية الناس ووطنيتها وإدراكها للمصلحة الوطنية، بكل الاحوال، بهذا الإطار أيضا أنا أحب أن أؤكد لان اليوم بدأ الكلام بموضوع حاكم مصرف لبنان، نحن موقفنا وهذا تداولنا به مع أصدقائنا في الحكومة، أنه نحن لسنا مع التعيين، حكومة تصريف الأعمال لا تعيّن، ولذلك عندما إنتهت ولاية مدير عام الامن العام لم نذهب إلى تعيين مدير عام أمن عام، مع العلم أنه بحسب المحاصصة الطائفية في لبنان هذا موقع شيعي متقدم ومهم، بمجرد أن أحدهم سأل أنه هل يوجد فرصة للتعيين؟ أبدا، لان هذه حكومة تصريف أعمال لا تعيين مدراء عامين، وكذلك لا يوجد تعيين لحاكم مصرف لبنان، لا تعيين ولا تمديد ولا شيء، هذا الموضوع كيف يعالج، هذا بحث آخر، يعني أنا أحب أن أقول وأؤكد نحن مع إلتزام حكومة تصريف الأعمال ضمن صلاحياتها الدستورية وعدم تعدي هذه الصلاحيات، وإذا كان يوجد مشاكل فلنذهب ونبحث عن حلول لهذه المشاكل ضمن الصلاحيات الدستورية والقانونية، الكل يجب أن يتحمل مسؤوليته وأن لا يغادر وأن لا يتخلى عن مسؤولياته. والتوصية الأخيرة، يجب علينا نحن اللبنانيين أن نستفيد من الاجواء الحالية في المنطقة، كل الدول بدأت تستفيد، كل الشعوب في المنطقة بدأت تستفيد، اليوم إن شاء الله ملف اليمن وضع على سكة طيبة، وإن شاء الله كل الاطراف تدرك بأنه حل إنهاء الحرب ووقف القتال وإحلال السلام والأمن ومعالجة الأزمات في اليمن هي مصلحة إنسانية وأخلاقية وإسلامية وعربية كبرى، حسنا، شعوب المنطقة ودولها وحكوماتها كله يتستفيد من المناخات الايجابية في المنطقة، لماذا نحن في لبنان يوجد من يريد أن يصر على الخندقة؟ وعلى العداوة وعلى المراشقة وعلى إنكار الواقع وعلى الانفصال عن الواقع ليبقى لبنان في أزماته؟ فلنذهب وننفتح، لا يوجد عداوات نهائية ولا يوجد عداوات مطلقة، نعم مع إسرائيل يوجد عداء نهائي ومطلق، لكن بكل الوضع العربي تحصل مشاكل وتتطور وتكبر وبعد ذلك يمكن أن تعالج حتى في الوضع اللبناني نفس الشيء، الدعوة إلى الإستفادة من الفرصة المتاحة الان إقليميا وفي المنطقة ونستفيد من كل هذه الإيجابيات الموجودة، وأن لا يبقى الشخص وراء متراس ويطلق النار لوحده، مثل البعض الذين يجدونهم أحيانا في بعض الجزر، إنتهت الحرب العالمية الثانية وهم لا زالوا يلبسون الطاسة ويحملون بارودة “المحبة” ويجلسون في الخندق، يوجد عندنا في لبنان سياسيون على هذه الشاكلة للاسف الشديد”…