في قضية حرم سكة حديد طرابلس حبذا التذاكي بدل التباكي

في قضية حرم سكة حديد طرابلس حبذا التذاكي بدل التباكي

محمد الحسن

اكثر ما في ملف استئجار قسم من براحات حرم قطار مدينة طرابلس من إيجابية تسليط الضوء على هذا المكان المنكوب .

فبعد الحرب اللبنانيه قليلة هي المحطات التي شهدتها المدينة لصالح هذا المكان فباستثناء الاحتفال الكبير الذي اقيم برعاية رئيس الحكومة انذاك رفيق الحريري لوضع حجر الاساس لخط سكة الحديد طرابلس حمص وحيث بنيت امال عراض على هذا المشروع ، سلطت السيده جمانه تدمري منذ سنوات قلال الضوء على هذا المكان ودعت الى استثماره تراثيا وقد حظي احتفالها بحشد شعبي وحضور جماهيري وتاييد عارم.

ولكن !!

مجددا وفي الامس الامس القريب تحول هذا المكان الى قميص عثمان وتكاثرت المواقف وتوالدت وتظهرت وصدرت من كل حدب وصوب وتبارى اهل السياسة في المدينة ،بعضهم ، واهل المجتمع واهل الحراك واهل الغيرة في اصدار مواقفهم الطنانة الرنانة ، هذه المواقف التي بات من المؤكد انها ستخبو بعد حين .

من هنا فان ثمة فضلا يعود لال الخير في تسليط الضوء على هذا المكان فهم ايضا نظفوه ورتبوه وازالوا منه معالم حرمان ومعالم تجاهل ومعالم عدوان طالما مورس بحقه . والاكيد ايضا للاسف الشديد ان تلك المواقف التي غارت واغارت وثارت ستعود الى ركن بعيد والى صمت رهيب والى تجاهل مقيت والى انصراف غير مجد ايضا على قضايا اخرى في المدينة ، وهي تحضر فقط على المستوى الاعلامي.

ايها الساده ان حرم القطار ، مرفق طرابلسي يحتاج الى ثلاثة امور بينة واضحة وضوح الشمس في كبد السماء. الامر الاول هو ان يصار الى تنفيذ مشروع لبنان وسوريا لجهة مد خط سكة حديد ، خطوطها الخاصه او السكه المخصصه لها موجودة في حرم مرفا طرابلس ، والعمل فورا على ازاله التعديات عن خط السكه الحديد بدءا من طرابلس مرورا بالبداوي ودير عمار والمنية والعبدة وصولا الى عمق سوريا ومن سوريا الى حيث يكتب لهذه السكه ان تعبر الى دول اخرى أو الى تركيا او الى الاردن او الى العراق او غيرهم ، ثم ثانيا لابد ان يصار الى حسن استثمار مرفق برج السباع وهذه الغيره المؤقته وهذا الاندفاع الزمني بعد التجاهل والاهمال لن يفيد المكان ولا الزمان بشيء ، فجميعنا نعلم ان باحة برج السباع تترك مهملة وان البرج خاو ليس فيه شيء من اهتمام ولا من يحزنون ، ثم ان المكان برمته موقع محطة سكة الحديد بفرجوناته المحطمة المنهوبة المسلوبة كما البيوت الحجرية تحتاج فورا الى اعادة التاهيل على نفقه تركيا او على نفقه المانيا لا نعلم، فالماكنات كانت المانيه والابنيه بعضها يعود الى حقبه انجليزية واخرى عثمانية ، ثالثا لابد من جدية في مدينة طرابلس والخروج من الموسمية المبنية على حدث ما يخرج من هنا او من هناك او يولد من تحت حجر ما او من زاويه استنسابية ما ، فالمكان يحتاج الى جدية طرابلسية في اخراجه الى النور اولا كمرفق ولو معطل ولو مغادر عن الحياة ومغادر فيها ، ليكون هذا المرفق تحت الضوء فتتولى امره اما بلدية او وزارة او جمعية ولا باس في ذلك طبعا، اما ان ننتظر من يستخدم فيه زاوية فننطلق عليه بحمى المواقف غير المدروسة وغير الموفقة وجلها ما رصفه اعلاميون مستشارون يسعون لمكسب ضئيل من هنا او من هناك .

تعالوا لكي نتفق لصالح مدينة طرابلس على مرفق هام في مكان يتسع لمواقف السيارات باعداد هائله في الجوار بدءا من مدخل الميناء وصولا الى مدخل المرفا وبذلك يتحول المكان من مقفل مظلم معتدى عليه الى مكان يستجلب الخير ويستجلب حسن الختام لجهة ان يعاد تنفيذ خط سكة الحديد بين المدينة وسوريا وحتى بين المدينة والعاصمة وثمة دراسة موضوعة لهذه الغاية ، وهنا نفلح وننجح ونحقق ما يجب أن يتحقق .

اما كثرة المواقف التي انطلقت وبخاصة من الذين تجاهلوا هذا المرفق منذ اعوام طويلة وبخاصة النواب منهم القادرون المقتدرون فهذا عذر اقبح من ذنب ، فعلى هؤلاء الذين سارعوا الى اعلان المواقف ان يسارعوا الى اتخاذ الخطوات وان يسارعوا الى استخدام هذا المرفق بما يليق بمواقفهم التي اعلنوا وبمدينه طرابلس التي تحتاج منهم الى مسؤولية والى عمل والى مساهمات هم لا يقومون بها فثمة من يجير موقعه في المدينه وثمة فرقاء سياسييون هنا وهناك مجرد سياسيين ، وثمة من يجير حضوره لصالح فئات معينة باسم التحالفات على قلة فائدتها ، وثمة من يجير حاله لصالح السكون بانتظار استحقاقات جديدة ، عساه يفلح في تحقيق امر ما، كل هذا السلوك لا يفيد مرفق محطة سكة الحديد في مدينة طرابلس دعونا لا نتكاذب ودعونا لا نتستر ولا نستر على ازمتنا وعلى فضيحتنا الكبرى المتمثلة بموت هذا المرفق برضانا جميعا .

واما المسارعة الى الاعلان المواقف تلك فامر غير موفق رحم الله من عرف قدره فوقف عنده.